عُمان
دشنت شرطة عمان السلطانية، أمس الثلاثاء، حملة «سياقة بدون هاتف»، ضمن احتفال دول مجلس التعاون بأسبوع المرور الخليجي.
وأقيم الحفل برعاية سعادة الدكتور حمد بن سالم الرواحي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات، بحضور العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور، وعدد من ضباط دول مجلس التعاون والمعنيين بشرطة عمان السلطانية، وقد أقيم الحفل في مقر معهد السلامة المرورية الكائن بمرتفعات المطار.
تضمن الاحتفال عرضا مرئيا، لنماذج من الحوادث التي كان سببها الانشغال بالهاتف النقال، إضافة إلى دراسة مصورة تبين مدى تشتت الذهن في حالة التحدث في الهاتف ولو عن طريق السماعة أثناء القيادة.
وتفضل راعي الحفل بتدشين شعار الحملة، ثم ألقى مدير عام المرور محاضرة حول الحملة وأهدافها، مشيرا إلى أن الحملة تعد واحدة من جهود شرطة عمان السلطانية للحد من الحوادث بشكل عام، والحد من وفيات الحوادث بشكل خاص، وذكر العميد إحصائيات حول أسباب الحوادث فبين أن عام 2015 سجل وفيات أقل من عام 2014، ومن أبرز أسباب وفيات الحوادث السرعة الزائدة بمعدل 428 حالة وفاة في عام 2014 و383 حالة وفاة في عام 2015، بينما كان الإهمال – الذي يندرج تحته استخدام الهواتف المتحركة أثناء القيادة – ثاني الأسباب بمعدل 87 حالة وفاة في عام 2014 و74 حالة وفاة في عام 2015، وجاء التجاوز الخاطئ ثالثا، وهكذا بقية الأسباب.
الأهداف المرجوة
وحول الأهداف والنتائج المرجوة من الحملة قال الرواس: «نهدف من خلال الحملة التي تستمر عامًا كاملا ابتداء من اليوم إلى 15 من شهر مارس المقبل، إلى الحد من ظاهرة استخدام الهاتف خلال القيادة، بتقديم بعض النشرات والدراسات التي تثبت أضرار ومخاطر استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة،
ومن الأهداف كذلك التقليل من المعدل العام للحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات وخسائر مادية، كما نهدف إلى تحقيق انخفاض في عدد الوفيات وإصابات الطرق بنسبة لا تقل عن 10% مقارنة مع العام الماضي».
معدلات وأرقام
وعرض العميد مدير عام المرور بعض النتائج والإحصائيات المتعلقة باستخدام الهاتف خلال القيادة، قائلا: «بينت الإحصائيات أن نسبة التأخر في زمن الاستجابة للأشخاص المشتتين فكريا تبلغ 27% أثناء التحدث في الهاتف، بينما تبلغ 37% أثناء كتابة أو قراءة الرسائل، و72% من الذين أجريت عليه الدراسة أقروا بأنهم يقومون بإرسال الرسائل أثناء القيادة، و80% من النسبة السابقة اعترفوا بأنهم فقدوا انتباههم أثناء الكتابة».
دراسات
واستعرض الرواس بعض الدراسات التي تثبت الأثر السلبي الكبير لاستخدام الهاتف خلال القيادة، بالقول: «مشكلة استخدام الهاتف خلال القيادة مشكلة عالمية وليست مقتصرة على دول مجلس التعاون، لذا فهناك دراسات عالمية تناولت هذه الظاهرة، وقد أثبتت إحدى الدراسات أنه عندما ينظر السائق إلى هاتفه لمدة 5 ثوانٍ وبسرعة 95 كيلومترا في الساعة، فإنه يكون قد قطع مسافة تعادل طول ملعب كرة قدم أي بمعدل 130 مترًا، وأجرى (معهد فيرجينيا لتكنولوجيا النقل) دراسة بينت أن 80% من حوادث الاصطدام تشمل سائقين فقدوا انتباههم في الثواني الثلاث الأخيرة التي تسبق الحادث، وأفادت الدراسة أن الذين تعرضوا لحوادث مرورية خلال سياقتهم للمركبة لا يتذكرون ما الذي حدث فعلا أو كيف وقع الحادث لأنهم كانوا مشغولين في الهاتف، وذكر المعهد حديثا أن استخدام الهاتف يزيد من نسبة التعرض للحوادث إلى 23 مرة، إلى جانب دراسة أخرى اعتمد عليها (مركز اينشورنس اينفورميشن اينستيتيوت) الأمريكي ذكرت أن انشغال سائقي المركبات يقف وراء 80% من حوادث السير وأن السبب الرئيسي الذي يشغل هؤلاء السائقين هو الهاتف».
فعاليات مستدامة
وأشار مدير عام المرور إلى الفعاليات المصاحبة للحملة والمستمرة على مدى عام كامل، وقد قال: «من خلال هذه الحملة سيتم تنفيذ مجموعة من المناشط والفعاليات من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستفادة وفق برامج متنوعة ستستمر لمدة عام، ومنها فعاليات إعلامية وثقافية وتربوية واجتماعية، تتضمن لقاءات سمعية ومنشورات إلكترونية يُستضاف فيها أشخاص لهم علاقة بحادث مروري سببه الهاتف، إضافة إلى نشر أكثر من 200 فيديو متنوع تم رصده عبر المواقع الرسمية والمؤسسات ذات الصلة بالبرامج التوعوية، ومشاركة أكثر من 30 شاعرا سيقدمون مجموعة من القصائد المصورة التي ستتحدث عن مخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة بين قصائد فصيحة ونبطية، كما سيشارك في الحملة أكثر من 30 كاتبا صحفيا، وكذلك سنتعاون مع أشخاص يمتلكون متابعين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج للحملة».
مسابقة فيلمية
وأعلن العميد المهندس عن إطلاق مسابقة للحملة، وهي مسابقة فيلمية لأفضل مقطع توعوي حول مخاطر استخدام الهاتف خلال القيادة، يقوم المشارك بعمل فيلم قصير بفكر إيجابي يساعد في الحد من الظاهرة مع التأثيرات الإبداعية المصاحبة للفيلم، كما يجب على المشارك التقيد بشروط ومعايير المسابقة، وهي 7 شروط، أولها: أن تكون صيغة الفيلم إحدى الصيغ الثلاث «AVI» أو «MOV» أو «MPG4»، وثانيا: يجب ألا تتجاوز المدة دقيقتين، وثالثا: ألا يكون المشهد تم عرضه سابقا وتكون خاتمة الفيلم بشعار الحملة، ورابعا: ألا يتضمن إساءة لشخصية فردية، وخامسا: يجب ألا يتضمن الفيلم انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية، وسادسا: يجب أن يحتوي الفيلم على اللغة العربية أو يكون مترجما إليها، وأخيرا يجب ألا يحتوي الفيلم على صور وأصوات غير لائقة، وعلى كل مشترك أن يقوم برفع مشاركته عبر قناة اليوتيوب، ويقوم بتفعيل خيار «غير مدرج»، وإرسال رابط الفيلم عبر البريد الإلكتروني info@traffic.gov.om شاملا الاسم الثلاثي والقبيلة مع رقم الهاتف. واختتم العميد مهندس محمد الرواس حديثه قائلا: «تقوم شرطة عمان السلطانية بجهود حثيثة للحد من الحوادث والوفيات، من خلال الحملات، ومنها حملة شكرا للتقيد بالسرعة التي حققت نجاحا كبيرا، وهناك عوامل كثيرة تنعكس على عدد الحوادث ونسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية بها من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة منها تحسين جودة الطرق، والرقابة المرورية، وتعزيز السلوك الذاتي لدى قائدي السيارات».
يذكر أن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات نشر قبل مدة نتائج استطلاع رأي حول السلامة المرورية تناول أسباب استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، وأشارت إلى أن النسبة الكبرى لأسباب الاستخدام هي تلقي مكالمة هاتفية، وبعدها إجراء المكالمات، ثم قراءة الرسائل.