خميس بن علي البطاشي
في الخامس عشر من مارس وعلى هامش فعاليات أسبوع المرور الخليجي الثاني والثلاثون دشنت شرطة عمان السلطانية ممثلة في الإدارة العامة للمرور الحملة التوعوية ” سياقة بدون هاتف ” والتي تأتي بعد النجاح الذي حققته الحملة التوعوية “شكرًا على تقيدكم بالسرعة”، والتي استطاعت أن تنشر الوعي بأهمية التقيد بالسرعات المحددة ، فالسرعة حسب الإحصاءات المرورية سببا لوقوع 60% من حوادث المرورية .
ولعل تدشين حملة ” سياقة بدون هاتف” جاء بعد الوصول إلى قناعة بأن للهاتف دور كبير في وقوع الكثير من الحوادث المرورية ، هذه القناعة عززتها عدة معطيات لعل أهمهما كثرة المخالفات المرورية المحررة على السائقين بسبب استخدام الهاتف أثناء السياقة ، وكذلك من خلال استقرار مسببات الكثير من الحوادث المرورية التي وقعت ، بالإضافة إلى ما تم ملاحظته في الشارع من استخدام للهاتف أثناء السياقة .
لقد تعدَ استخدام الهاتف اثناء السياقة الرد على المكالمات بل إلى قراءة وكتابة الرسائل، مما يؤدي ذلك إلى تشتيت ذهن السائق وصرف انتباهه عن السياقة وعن البيئة المرورية المحيطة به، وقد أظهرت الدراسات المرورية بأن الاستجابة للأشخاص المنشغلين تقل عند مقارنتها باستجابة الشخص الطبيعي حيث أن الشخص الطبيعي يحتاج إلى ثانية واحدة للاستجابة للخطر ، أما السائق الذي يتحدث بالهاتف النقال فإن استجابته تقل بنسبة 27% عن المعدل الطبيعي، وتزيد هذه النسبة لدى السائقين الذين يقرأون أو يكتبون بهواتفهم النقالة أثناء السياقة لتصل إلى 37% ، كما أشارت دراسة إلى أن 80% من حوادث الاصطدام تشمل سائقين فقدوا أنبتاهم في الثواني الثلاث الأخيرة التي تسبق الحادث ، هذا الانشغال قد يعرض سائق المركبة للخطر وتزداد نسبة وقوع حادث مروري عليه فالحادث المروري لا يحتاج إلا أجزاء من الثانية حتى يقع .
وما يؤيد هذا الكلام أن الكثير من سائقي المركبات الذين يستخدمون الهاتف النقال أثناء السياقة يلاحظون بأنهم يمرون على معالم وأماكن لا يتذكرون أنهم مروا عليها أثناء انشغالهم بالهاتف، بدون وعي فقد يكون سائق المركبة يسلك المسار الأيسر ليجد نفسه انه في أقصى أو الوسط كما أن المنشغل بالهاتف النقال لا يثبت على سرعة معينة فأحيانا يسرع ويتجاوز السرعات المحددة ، وأحيانا يكون بطيئاً .
ونظراً للأضرار الآنفة الذكر فقد حظرت بعض الدول استخدام السائق للهاتف النقال أثناء السياقة حتى ولو استخدم سماعات الأذن حيث أنه بشكل أو بأخر سينصرف جزء من ذهنه وتركيزه مع المكالمة ، ومحاولة فهمها ، كما تتباين ردود الفعل حسب الخبر الذي يتلقاه السائق من المكالمة ، فهناك ردود فعل متباينة اتجاه الاخبار المفرحة أو المحزنة ، وكل هذا ينعكس على كيفية سياقة المركبة .
لقد استغلت الحملة التوعوية ” سياقة بدون هاتف “جميع الوسائل الإعلامية للوصول إلى كافة شرائح وفئات المجتمع، كما أنها ستركز على برامج التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات الدولية للوصول إلى مستخدمي هذه التقنيات، وستتنوع الأدوات التي من خلالها يتم مناقشة محاور الحملة من قصائد شعرية وتغريدات على التويتر، وبث لقطات توعوية قصيرة ، واستكتاب مجموعة من الكتاب المهتمين بموضوع السلامة المرورية .
كما أنه وبالتوازي مع هذه الحملة التوعوية سيتم تكثيف الضبط المروري لضبط مستخدمي الهاتف النقال أثناء السياقة ، فجهود التوعية المرورية ونشر الوعي المروري ستكون متوازنة مع إجراءات الضبط المروري وإنفاذ القانون لمن يخالف قواعد وأنظمة المرور.