تشارك السلطنة ممثلة بالإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية نظيراتها بدول المجلس التعاون لدول الخليج العربية في فعاليات ومناشط أسبوع المرور الخليجي الحادي والثلاثين الذي تنطلق فعالياته صباح اليوم تحت شعار (قرارك يحدد مصيرك) ويهدف إلى نشر الثقافة المرورية لدى مستخدمي الطريق والتقيد بالقواعد والأنظمة الصحيحة.
ويرمز شعار هذا العام إلى أهمية اتخاذ القرار المناسب وما يخلفه من نتائج أثناء استخدام الطريق، ويؤكد دور مستخدم الطريق في تحقيق السلامة المرورية كونه المتحكم في العملية المرورية.
تبدأ فعاليات اليوم الأول للأسبوع بافتتاح المعرض المروري بمركز المدينة (مركزسيتي سنتر”مسقط”)، برعاية سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة المالية فيما يرعى سعادة الشيخ / مهنا بن سيف المعولي والي بوشر افتتاح المعرض المروري بالمركز التجاري (جراند مول مسقط)، بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والمناشط التي استعدت لها إدارات المرور في مختلف محافظة السلطنة.
وتنظم جامعة السلطان قابوس غدا ندوة مرورية بعنوان الحادث المروري، الأسباب والآثار وسبل الوقاية، كما ستحتفل إدارات المرور في القيادات الجغرافية بافتتاح معارض مرورية في عدد من محافظات السلطنة، بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات وتوزيع الكتيبات الإرشادية.
أكد العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور بأن حوادث الطرق، تعد هاجسا وطنياً مؤرقاً لكافة المجتمعات الدولية، كونها تستنزف أهم مقوماتها- وهو العنصر البشري- ،إضافة إلى ما تخلفه من خسائر اقتصادية كبيرة، فالسلامة المرورية أصبحت مطلب الجميع، ونتطلع إلى مزيد من التكاتف وتوحيد الجهود لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية لمواصلة الانخفاض الذي تحقق في عدد وفيات وإصابات الطرق بفضل تعاون الجميع، مؤكدين بأن المسؤولية جماعية، وهناك مجال لمزيد من الجهد والعمل المشترك لتحقيق مزيد من النتائج الطيبة – بإذن الله – .
وأشار الرواس إلى أن الجهود المبذولة مستمرة وتسير بشكل متسارع وفق الخطط المعتمدة، وما تم إنجازه يعطينا مؤشرا يبشر بالخير ، والأمل كبير في أن نحقق نتائج إيجابية افضل للوصول إلى الهدف المنشود، بفضل اهتمام الحكومة، ومتابعة معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، رئيس اللجنة الوطنية للسلامة على الطريق شخصيا والذي وضع ذلك ضمن اهتماماته الأساسية وبرنامجه اليومي ، بجانب اهتمام وعمل الجميع اصحاب السعادة اعضاء اللجنة الوطنية والمحافظين والولاة – رؤساء لجان السلامة المرورية – والجمعيات الاهلية والمهتمين بالسلامة المرورية وافراد المجتمع بصفة عامة.
وحول مناشط وفعاليات أسابيع المرور، أشار العميد مهندس مدير عام المرور إلى أنها تهدف إلى تنمية الوعي المروري لدى كافة شرائح المجتمع الخليجي وبذلك فإنها تحمل (رسالة تذكير) بواجباتنا ومسؤولياتنا المشتركة في هذا المجال . وتأتي رسالة هذا العام تحت شعار «قرارك يحدد مصيرك» تأكيداً على أهمية السياقة الوقائية واتخاذ القرارات الصحيحة عند استخدام الطريق وذلك لارتباط هذا العنوان بسلوك مستخدم الطريق وأهمية اخذ الحيطة والتركيز في السياقة واتخاذ القرار الصحيح في الوقت والمكان المناسب، فالحادث المروري في الغالب ناتج عن قرار خاطئ يتخذه مستخدم الطريق قد تكون نتيجته مؤلمة، فالكل يعرف إن السرعة العالية والتجاوز غير الآمن واستخدام الهاتف أثناء السياقة قرارات خاطئة، فالحرص على اتخاذ القرار الصحيح والتقيد بآداب وقواعد المرور تمثل السبيل الوحيد للحفاظ على أرواحنا وأرواح غيرنا من مستخدمي الطريق.
وأضاف مدير عام المرور ان أسابيع المرور لها أهمية كبيرة ودور كبير في التوعية ورفع مستوى السلامة المرورية وتكمن أهميتها في تسليط الضوء على المشكلة المرورية وتظهر تكاتف الجهود لنشر الوعي المروري، وقد لمسنا من خلال اسابيع المرور السابقة تقبلاً واهتماماً واضحاً من قبل الجمهور بمناشط وفعاليات التوعية المرورية، وكان لتفاعلهم مع شرطة عمان السلطانية وشعورهم بالمسؤولية تجاه التصدي لموضوع الحوادث المرورية دور إيجابي وأثر كبير في نجاح أسابيع المرور الماضية خلال مسيرتها التي تزيد على ثلاثين عاما، والتي ساهمت في تعزيز كفاءة ومقدرة مستخدمي الطريق ومساعدتهم في تحسين تصرفهم وسلوكهم ، مما حقق أثرا إيجابيا في الحد من عدد الحوادث ومخاطرها على المجتمع بجانب الإجراءات الفعالة الأخرى .
وأشار الرواس إلى أنه سيتم خلال هذا الأسبوع تنفيذ العديد من المعارض والبرامج التوعوية التي تستهدف كافة الشرائح منها البرامج المقروءة كالكتيبات والمطويات وإلقاء المحاضرات التوعوية وإقامة نقاط التوعوية بالإضافة إلى أمسية جامعة السلطان قابوس، والبرامج الأخرى التي سيتم تنفيذها في جميع محافظات السلطنة.
وفي رده على سؤال عن الوضع المروري للسلطنة والإحصائيات المرورية والجهود المبذولة أكد أن الإحصائيات المرورية والمتابع للوضع المروري يشعر بارتياح – والحمد الله – لما تحقق من انخفاض كبير وملحوظ في عدد وفيات الطرق يزيد عن 30% مقارنة بما كان عليه الوضع عام 2012 م حيث تحقق انخفاض قدره 20% عام 2013 و11% عام 2014 على التوالي رغم تزايد أعداد المركبات بنسبة 20% والسائقين بنسبة 16% لنفس الفترة، وكذلك في الإصابات حيث كان الانخفاض بنسبة ( 16 % ) والحـــوادث بمقــدار بنسبــة (19 %) عن عام 2012م، يرجع ذلك إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحد من الحوادث المرورية ، والجهود المبذولة من قبل شرطة عمان السلطانية في نشر أجهزة ضبط السرعة ، والتي ساهمت بشكل أكبر في الحد من السرعات العالية وبالتالي انخفاض أعداد الحوادث والإصابات والوفيات لكون السرعة العالية السبب الرئيسي للوفيات والإصابات، إلى جانب وعي وتقيد مستخدمي الطريق بأنظمة وقواعد المرور وتعاونهم مع الشرطة في هذا الجانب.
وما يستحق الاشارة إليه أن الإحصائيات هذا العام تشهد انخفاضا في عدد الحوادث واضرارها فمنذ بداية العام وإلى نهاية شهر فبراير الماضي تم تسجيل انخفاض كبير في عدد الوفيات والإصابات والحوادث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ، وبلغ هذا الانخفاض نسبة (-25 % ) للوفيات و( -39 % ) للإصابات و( 38- % ) للحوادث . وهذه المؤشرات تعكس حجم الجهود المبذولة وتعاون مستخدمي الطريق وتقيدهم بقواعد وأنظمة المرور .
وحول تقدم التوعية المرورية في تحقيق السلامة على الطريق قال مدير عام المرور إن التوعية المرورية عمل مستمر ومتواصل طالما هناك مركبة وسائق وطريق وأنظمة وقوانين حديثة ، فالحادث يقع في الغالب نتيجة عدم فهم قواعد وأنظمة المرور أو بسبب مخالفة مرورية ترتكب نتيجة سلوك أو ممارسات خاطئة وتشير الدراسات إلى أن فاعلية برامج التوعية تزداد عندما تكون متزامنة مع إجراءات الرقابة والضبط المروري بجانب الإجراءات الوقائية الأخرى.
الرقابة المرورية
وأكد الرواس أن الرقابة المرورية عامل مهم من عوامل تحقيق انخفاض الحوادث المرورية على المدى القصير فبرامج التوعية المرورية نتائجها غالباً ما تكون على المدى البعيد وما تحقق من نتائج سريعة وانخفاض عدد الحوادث وأضرارها خلال تتبعنا للإحصائيات المرورية الماضية تعود بالدرجة الأولى إلى الرقابة والضبط المروري وتحسين بيئة الطريق .
وأضاف أن السلامة المرورية بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود والمبادرات ونحن نعمل مع الجميع لتحقيق السلامة المرورية .
وعن استخدام الهاتف النقال وكتابة الرسائل النصية أثناء السياقة، أشار مدير عام المرور إلى أن استخدام الهاتف النقال وكتابة الرسائل النصية اثناء السياقة، ظاهرة خطيرة، وإذا جاز التعبير، إدمان ومرض تعاني منه كافة المجتمعات المعاصرة، فاستخدام الهاتف يتسبب في حصد الأرواح وإعاقة الكثير.
وتعجب الرواس من عدم مقاومة البعض للرد أو تأجيل القيام بكتابة رسالة نصية وهو خلف مقود السياقة مضحيا بسلامته وسلامة من معه من اجل ذلك. وقال: كم من مركبة انحرفت وتدهورت – وكانت نتائج أليمة – في مكان لا يتوقع أن يحدث ذلك، وكم من حادث تصادم حدث نتيجة انشغال السائق بالهاتف عن رؤية الطريق والتركيز في السياقة، الغريب .. هل أصبح استخدام الهاتف – وبالذات قراءة وكتابة الرسائل النصية أثناء السياقة – ضرورية – حتى يجازف الواحد منا بحياته ؟
وأوضح العميد مهندس محمد بن عوض الرواس أن حمل الهاتف النقال أثناء السياقة وكتابة وقراءة الرسائل الواردة تمنع السائق من التحكم بالمركبة، وتشتت انتباهه وتركيزه لانشغاله باستخدام الهاتف. مشيرا إلى أن الدراسات أكدت أن احتمال وقوع حادث عند استخدام الهاتف أثناء السياقة يزيد بدرجة عالية فالسائق مستخدم الهاتف سرعته تكون غير منتظمة ولا يتقيد بخط سيره ويفقد التركيز في ترك مسافة الأمان، والاهم من ذلك، فقدان الانتباه لما يدور حوله في بيئة الطريق، علاوة على ذلك فإن استجابته لمفاجآت الطريق تكون بطيئة أو معدومة في كثير من الأحيان .
وقال مدير عام المرور : النصيحة التي نكررها ونؤكد عليها دائما هي عدم استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة فحياة الواحد منا أثمن من كتابة أو قراءة رسالة نصية، يمكن تأجيلها، وإذا كان هناك أمر مهم فمن الممكن الوقوف في مكان آمن والقيام بذلك .
وعن النصيحة التي يقدمها لقائدي المركبات قال الرواس: نصيحتي تتمثل في تذكيرهم بأن معظم الحوادث تقع بسبب السرعة العالية والتهور في السياقة وعدم ترك مسافة الأمان، والإهمال والانشغال بغير الطريق، وعدم اتخاذ القرار الصحيح إلى غيرها من الأخطاء فالمطلوب التقيد بالسرعة الآمنة وعدم استخدام الهاتف واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب .
وأدعو الله جلت قدرتـه أن يقينـا جميعاً مــخاطر الطرق ، وأن يحفظ بلدنا من كل مكروه ، تحت رعاية قائـد المسيرة المباركة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه -انه سميع مجيب .