خلفان بن محمد المبسلي
بمقدم العيد السعيد بعد ختم الشهر الفضيل، بدت الفرحة عارمة على وجوه الصغار فالكبار. لقد ظفر من ظفر وسعد الصائمون وهنأ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وتزينت بيوت الله بالمصلين الظافرين بالأجر العظيم، واقتنت الأسر لأطفالها لترتسم البشاشة والسعادة على وجوههم وهم يتسوقون ويتبضعون فرحين بالعيد السعيد، ويا لها من فرحة ارتسمت على شفاه الجميع صبيحة العيد السعيد وهي سنة الله في خلقه، الصغار فرحتهم تختلف اختلافا كبيرا عن الكبار فهم نور الدار وسراجه، وهم حلاوة العيد وعطره، وهم فلذات الكبد بهم تحلو الحياة، وبهم تصفو القلوب، ويجتمع الأبوان ومعهما الأسرة بحواراتها وأكلاتها وعيدياتها وغيرها من مظاهر العيد التي توحي لك بأن ثمة مغاير لباقي الأيام.
إلى جانب هذه الفرحة ثمة أم ثكلى وأب فقد أبنه وابن فقد أباه فاشتاق الى حنينه في العيد السعيد، حيث الأبناء يهنئون بآبائهم وهم في عمر الزهور. ومن الصغار من فقد أما لا زالت في ريعان الشباب كانت بمثابة الحضن الدافيء لزوجها وأبنائها ولكن القدر خطفها خطفة لا رجعة فيها وأمثال ذلك كثيرون ممن تركوا هذه الدار الفانية ولم يبق لهم غير الذكرى.
إنّ من فقدناهم ونبكي على أطلالهم أدركت المنية جلّهم في لحظة تهور أقل من الثواني، خرجوا من بيوتهم على أمل الرجعة والعودة بسلامة وأعيدوا لنا جثثا هامدة، منهم من تفحم بحريق سيارة، ومنهم من عاد قطعا قطعا، ومنهم من عاد والدماء تنزف منه وغيرها من المشاهد التي تدمي الفؤاد وتدمع العين. يا له من مأساة، يفقد المرء عزيزا عليه يوم العيد، فتصبح الملهاة مأساة، وخاصّة حين يكون المفقود فلذة كبد تربّى صغيرا وترعرع كبيرا وخدم الوطن فارحا بشبابه قبل أن يخطفه الموت خطفة تشل العقول بسبب حادث سير أليم.
في العيد السعيد تذكرناكم إخوتنا وأخواتنا، وآبائنا وأبنائنا وشباب عمان، الذين ماتوا في ريعان أعمارهم، لن يكون تذكرنا لكم غوغاء أو عابرا أو مجرد ذكرى تمرّ هباء دون أثر، بل سيكون تذكرنا لكم عبرة وعظة ودرسا لمن تسول نفسه العبث بقيادة السيارة أو العبث بالهاتف أثناء السياقة او التهاون في القيادة والسرعة والتهور والتجاوز الخاطئ وكل ما ارتكب بسبب حماقة وغيرها. على كلّ حال دعونا نتذكر هؤلاء الأحباب المفقودين ممن ترك الحياة في طفولة بريئة، أو بعد كان أبا محبّا أو أما غالية.
من على هذا المنبر ادعو جميع قائدي السيارات إلى أخذ الحيطة والحذر وعدم التهور في السياقة فأيام العيد كانت فرحة للأسر بل للمجتمع ولجميع أفراد القرية والحلة وغيرها فلو أصاب فلانا مكروه قبيل العيد أو بعده تعكر صفو الجميع وحزن المجتمع واستبدلوا أفراحهم أتراحا فالحذر الحذر عند قدومكم إلى الخدمة والأعمال، وعدم التهور فالطيش مأساة عواقبها وخيمة تترك أثارا سلبية ليس على فرد فحسب وإنّما على المجتمع بأكمله فكفى تهورا وكفى حوادث وهلاكا بسبب حادث سير. وكذلك لا يفوتنا التنويه إلى جميع المسافرين الى أي بقعة في عماننا الحبيبة خصوصا المتجهين إلى استكمال عطلتهم في محافظة ظفار، عليهم أخذ الحيطة والحذر في أثناء السياقة.
أعاد الله عليكم عيد الفطر السعيد بالخير والمسرات وعلى قائدنا وعطر مسيرتنا صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم والشعب العماني يرفل ثوب التقدم والسعادة وثوب الافراح لا الاتراح وأن تصبح أيامنا فرح ومسرة وسعادة لجميع الاسر في البلاد من مشارقها الى مغاربها ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم بقي أن نتريث ولا نتهور في السياقة وصبر ساعة خير من ألم دهر كما يقولون .