د.سالم بن سبيت البوسعيدي
قبل أن أشرع في الكتابة عن الالتزام بقواعد السلامة المرورية وفرحة العيد مستأذنا أصحاب الأقلام وأمّات المصادر والمراجع أن أستفيد منهم في كتابة مقالتي ، فأقول : فما أحلى كلمة “عيد” على اللسان؛حيث يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بيومين من أيام السنة في كل عام متقاربين في الزمان لا يفصل بينهما سوى شهرين من أشهر السنة أحدهما بعد أداء فريضة الصيام لتأكيد ذلك الانتصار النفسي الذي يحققه شهر رمضان للمسلم الصائم، والثاني لتأكيد ذلك المؤتمر العام بجوار بيت الله الذي يجتمع فيه المسلمون من جميع الأقطار على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وفئاتهم مع ما يرافق ذلك من الشعائر والنسك التي تحقق الانتصار على الشهوات والأهواء والنزعات.وحق للذين بذلوا غاية الجهد ليتغلب عنصر الخير فيهم على نوازع الأنانية والأثرة وحب الذات ، حق لهم أن يفرحوا بسعيهم المبارك في سبيل تطوير إنسانيتهم في زمان تباعدت فيه ظروف الحياة المعارة بين الإنسان وإنسانيته ، ولتأكيد هذا الانتصار النفسي التربوي الذي يحققه الصوم في حياة المسلم يفرح الصائم فرحتين كما جاء فيما عن نبي الرحمة -صلوات الله عليه وسلّم-.
والعيد فرحة متأصلة في قلب الإنسان ونفسه،وهو محطة موغلة في القدم ، ولكن ومن خلال الحوادث المروريّة التي نلاحظها ونقرأ عنها على مختلف الطرق نأخذ بأسباب السلامة المروريّة من إدراك مفهوم السلامة المرورية ، والذي يهدف إلى تبني كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحد من أو منع وقوع الحوادث المرورية ضمان لسلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظ على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية. إضافة إلى توظيف عناصر السلامة المروريّة، والمتمثلة في ثلاث عناصر وهي: : المركبة ، الطريق ، العنصر البشري:
أولاً- المركبة:
وسائل السلامة في المركبة هي:
–الإطارات ، من حيث المقاس والنوعية والتحمل ومعدل السرعة وسنة الإنتاج وأماكن التخزين
– المصابيح ، من حيث الوضوح واللون ومستوى الإضاءة
– الإشارات الضوئية في المركبة الدالة على الانعطاف أو التنبيه.
–المرايا العاكسة لكشف الطريق أمام السائقين.
–مساحات المطر.
–المكابح وفرامل الوقوف والتي تتحكم في حركة المركبة
–إقفال الأبواب.
–إشارات الإنذار الصوتية والضوئية .
–حزام الأمان.
– مساند الرأس.
–مقاعد الأطفال
– الوسادة الهوائية.
ثانياً- الطريق.
وسائل السلامة في الطريق:
• التصميم والتخطيط الهندسي للطريق.
• إضاءة الطريق.
• صلاحية الطريق ومدى السلامة المرورية عليه كإزالة العوائق الطبيعية كالأتربة والرمال المتحركة
• أدوات تنظيم المرور، كالإشارات الضوئية على الطريق واللوحات الإرشادية والتحذيرية والإعلامية .
ثالثاً- السائق (العنصر البشري(
بما أن السائق هو العنصر الفعَّال والمُحرك للعملية المرورية فلابد من توفير عدة صفات في السائق المجيد.
• العقل.
• سلامة الحواس.
• معرفة أنظمة وتعليمات المرور والتقيد بها.
• التركيز أثناء القيادة.
• الإحساس بالمسؤولية.
أخي السائق …أختي السائقة .
وختاماً اسأله جلّت قدرته بأن يكون العيد بيننا يتسم بالتكافل الاجتماعي والسخاء والمودة في القربى والبشاشة والفرح في وجه من نلقاه: وذلك ببذل الصدقات والهدايا، والتوسعة على الأهل والأولاد والجيران، وصلة الرحم، وبث الوئام، والبدء بالصلح، ونبذ الخلافات، وتنقية القلوب من الضغائن والأحقاد، والعفو عن المسيء، وإفشاء السلام على مَن نعرف ومَن لا نعرف، وإطعام الطعام، و عيادة المريض، وزيارة الضعفاء وأصحاب العاهات، وذوي الاحتياجات الخاصة وتفقد حوائجهم، وتحصيل البركة بزيارتهم ودعائهم، وإدخال السرور عليهم، وإدخال البهجة على الأطفال بوسائل الترفيه المباحة شرعًا، حتى يعم الفرحُ والسرورُ، و أن نقلع عن العادات السيئة، كالإسراف والتبذير والضوضاء التي تنبعث من الألعاب النارية ولا سيما المفرقعات المزعجة.
وأخيراً وليس آخراً أسأل الله للجميع السلامة المروريّة بالتطبيق بكل جوانبها ومجالاتها والتقيّد بالقواعد المروريّة ، وليكن أيامنا كلها مفعمة بالفرح والمسرّات إن شاء الله .