فوزي بن يونس بن حديد
نرتكب كل يوم أخطاء ، نظنها براعة ولكنها قد تكلفنا حياتنا، نحسبها شطارة ولكنها خسارة، يقف الإنسان عندها يفكر ويقلّب ويحلّل ويستنتج ليجد نفسه في النهاية أنها مخطئة وأنها لا بد أن تستقيم لتستقيم حياته.
أخطاء في المنهج وفي الطريق وأثناء القيادة وخارجها، نبحث فيها ونرى علّتها، ونعمل على حلّها بطرق ذكية وفطنة بهيّة وعزيمة قوية وذكاء وقّاد وعمل شاق، ليعيش المجتمع العماني في أمن وأمان، وحبّ ووئام.
نبدأ من البداية حيث يفكّر الشاب في رخصة القيادة وربما كان يسوق بدون قيادة ولا رخصة ولا ترخيص، علّمه أبواه في الريف ليأتي المدينة راكبا سيارة، لم يتعلم قوانين المرور ولم تر عينه لغة الإشارة، يلهو وكأنه يلهو بلعبة اشتراها له أبوه للتو، الشاب أو الشابة عندما يكبر، تكبر معه الأفكار وتطرح الهوايات والرؤى، ويضع نصب عينيه جملة من الأولويات، يفكر أنه أصبح رجلا أو تفكر البنت أنها أصبحت امرأة يستطيعان الاعتماد على نفسيهما دون مساعدة من أحد.
في هذه السن يشعر الشاب أو الفتاة أنهم بدآ مرحلة جديدة من الحياة، وأنهما يفكران تفكيرا مختلفا عما كانا عليه في مرحلة الطفولة، وربما الذكور أكثر فتوة من الإناث يفضلون الألعاب العنيفة التي تبرز القوة والفتوة، يفكّر إذا في العمر وينتظر ساعة الصفر ليتقدم بطلب إلى شرطة عمان السلطانية يريد أن يتعلم القيادة والسياقة ويفرض ذلك على أبويه، نعم أصبحتُ الآن في وضع يخوّلني أن أقود سيارة ويرسم في ذهنه سيارة الأحلام، نعم يتقدم بطلب ويُقْبَل طلبه لأنه استوفى الشروط المطلوبة ويتسرع في التعليم ثم في الامتحان وقد يجتازه بسهولة إذا كان بارعا وواثقا من نفسه، إلا أنه لا يرتاح إلا بعد أن يمسك مقود السيارة ويترنح بها يمينا وشمالا من تفحيط وتفحيص وتهور وطيش وربما يقع ما لا يحمد عقباه، وكثيرة هي الحوادث التي قادها شباب كانوا تعلموا للتو قيادة السيارات أو أنهم اشتروا سيارة بأغلى الأثمان وساروا في الطريق بلا مراقب، ويحدث ما يمكن أن يحدث وعلى أي طريقة يمكن أن يحدث.
هنا نقف عند هذا الخطأ الجسيم، وهو أن عمر 18 سنة عمر صغير فهو مرحلة الطفولة أو هو بداية مرحلة الشباب، ومعروف عن هذه المرحلة صفات التهور والطيش والإقدام، فمن الخطأ حسب رأيي أن نقبل طلبا من شاب في هذا العمر لأننا ساهمنا في حتفه، فلا بد من رفعها إلى عمر يكون فيها الشاب أو الفتاة في مرحلة التفكير والرشد وأقترح أن تكون بعد العشرين سنة وتحديدا في الخامسة والعشرين وقت يبلغ الشاب أشدّه.
والخطأ الثاني أن نسمح له بقيادة السيارة وحده دون مرافق يتابعه في مراحل قيادته الأولى، فهو مبتدئ قد يخطئ ويتسبب في حوادث مميتة وهذه نسبة عالية لا شكّ، والخطأ أيضا أن نشتري له سيارة جديدة ابتهاجا بنجاحه في الامتحان كما لو أننا أهدينا له كوما من النار وقلنا له ارم نفسك فيه، ولمعالجة هذا الخطأ لا بد من دراسة حالة الشاب النفسية والجسدية وإقناعه أنه ما زال في مرحلة تستوجب المتابعة والمراقبة حتى يتمكن من الإمساك بالسيارة جيدا ويحترم قوانين المرور والإرشادات واللوائح ونعلمه أن الالتزام فيه راحة وأمان، وأن الطيش فيه هلاك وخسارة عظمى.