منى الأبرك
ويتكررْ المشهد كل يوم، وتتكررْ المآسي، أرواح تُزهق، أشلاء تتناثر على الطرقات، بكاء ونواح يعتلي في البيوت، دموع تُذرف، وآهات تُزفرْ من قلوب أباء وأمهات مكلومين على أبنهم أو أبنتهم، ذهبت أرواحهم ضحية حوادث السيارات، والسبب تلك ” القنبلة” التي يحملها (بعض) السائقين وهو يقود سيارته، غير مبالي/ة بنفسه/ بنفسها ولا بمن حوله/ها! نعم، مرة أخرى أستعمال ” الهاتف الجوال” أثناء القيادة، أصبح كالقتبلة الموقوتة، التي قد تتسبب بقتل صاحبها وقتل من حوله بقلبً بارد.
فبالأمس القريب، فُقدتْ أحدى الأخوات العزيزات، وهي في ريعان شبابها، أثر حادث أليم وكان ذلك بسبب عدم الانتباه والعبث بالهاتف الجوال أثناء القيادة! أمر مؤلم، وأثره كبير على الأنفس، القريب والبعيد، يبكي، ويتألم، فمن كانت بالأمس معهم تضحك و تتكلم وتناقش، ذهبتْ في غمضة عين، وبالطبع لا ننسى قضاء الله قدره قبل كل شيء.
والسؤال هنا، الى متى أيها الشباب والبنات، الاستهتار بالارواح، والسبب الهاتف الجوال؟ اوصل بكم الحال بالتضحية بأرواحكم واروح من حولكم، بسبب رسالة أو اتصال؟
حاولتْ أن أجد مبررْ لمثل هؤلاء المستهترين، ولكن للآسف لم أجد أية مبررات!! مع الرغم من وجود وسائل مساعدة كثيرة من شأنها المساهمة في التقليل من حدوث مثل هذه الحوادث، منها استخدام سماعات الأذن، أو التوقف والحديث أو ارسال رسالة ، الا أنه ما زال هناك (الكثيرين) من السائقين يقومون بأرتكاب نفس الخطأ! كما أنه لمْ تعدْ المخالفات المرورية لها أي تأثير عليهم، فمن هانتْ عليه روحه وأرواح الأخرين، فسهلاً عليه دفع أية مخالفات مادية!
أتمنى أن يكون هناك حلْ سريع وقوي لهذه المشكلة وأن تُعالج بأسلوب مؤثر وفعال وأن يشاركْ الشباب أنفسهم في وضع الحلول ليتقبلوا تطبيقها، وأن لا يستمروا في إلقاء بأرواحهم وأرواح غيرهم الى التهلكة!