سليم بن حمد الهاشمي
رجوتك يا إله العالمينا
تقينا الشر أبداً ما حينا
وتبعدنا عن الأخطاء دومًا
لنحذر ما جناه الآخرونا
رعى الله البلاد ومن عليها
ومن جاءوا إليها زائرينا
شوارعنا تزينها ورودٌ
وتبهج من حلاها الناظرينا
فلا ترمي بها أشلاء نفسٍ
يحرّم قتلها عرفاً ودينا
وراع الدرب في خلق كريمٍ
تعشْ في مأمنٍ برًّا أمينا
وطبق ما فتئ القانون فيه
يكنْ لك واقيا حصنا حصينا
وخفف عند منعطف مفاجئ
وكن سمحا لطيفا مستكينا
وراقب كل ما يجري أمامك
وخلفك أو شمالك واليمينا
ألا فاربط حزامك حين تمضي
ولا تركن لقول المعتدينا
وسر في الدرب منتبها خلوقا
ودع عنك الهواتف والرنينا
وقُد في همة من غير نعس
ولا تسرع فإنا قد نُهينا
فكم من حالمٍ أرداه حلم
وكم من فارهٍ قد عاد طينا
تناوشه الحديد كلمح برق
وأودعه إلى الأخرى يقينا
وكم من عاقلٍ قد كان يمشي
وعاد لأهله يشكو الجنونا
وكم من مغتَّرٍ أودى أناسا
رجالا أو نساءً أو بنينا
وكم من شاربٍ خمرًا جهارا
أتى بالموت معصوبا حزينا
وكم أودت سباقات الشباب
بعز زهورهم يا عارفينا
وكم أردتْ أبًا حرًا وأمًا
وفي أحشائها أملًا جنينا
وكم سُفكت دماءٌ في دروب
بلا حرب بأرض المسلمينا
ألا فلتحذروا الأخطاء جلى
خصوصا إن أتاها الآخرونا
لكم أهدى لنا السلطان نصحا
وعلّمنا وعلّم من يلينا
فارع سمعك الصافي إليه
فقد أبكت فصاحته العيونا
لكم ياسيدي حبا موشى
بأزهار تفوح الياسمينا
فقد علمتنا الإخلاص قولا
وفعلا فامتثلنا صادقينا