مانع البلوشي
مما لا شك فيه بأن ظاهرة الحوادث المرورية بالسلطنة أصبحت كارثة وآفة تقضي على شبابنا وأصبحت هذه الحوادث في بلادنا كحرب بلا أعداء وبدون انتصار فقد تعددت أسباب هذه الحوادث وأصبحت في ازدياد رغم الجهود التي تبذل من قبل الجهات المعنية بالدولة ولكن للأسف الشديد لا حياة لمن تنادي ، ومع ازدياد عدد هذه الحوادث وما ينتج عنها من وفيات وإصابات وتلفيات كما قرأتم عنها في الإحصاءات التي تنشر عن هذه الحوادث بشكل يومي إلا إننا نشاهد أيضاً بعض الظواهر الجديدة والغريبة ومن أهم هذه الظواهر التي لفتت انتباهي ظاهرة أحتظان الأطفال أثناء قيادة المركبة ، نعم إنها ليست ظاهرة جديدة ولكنها للأسف الشديد بدأت في التزايد في الآونة الأخيرة من قبل بعض الشباب وخاصة المتزوجين حديثاً والذين رزقهم الله بمولود يعتبر الأول له ، فنجد أن بعض السائقين يقود مركبته وأبنه أو أبنته في حظنه وهو لم يبلغ السنة الأولى من عمره فنجد بأن اليد اليمنى للسائق تقبض بالطفل واليد اليسرى بمقود المركبة وحزام الأمان ساكن في مكانه وكأنه لم يوجد لهدف ، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا لو أن سائق هذه المركبة تفاجأ بخطر معين ؟ فهو بين أمرين أو خيارين هل سيهتم بالطفل أم أنه سيهتم بالموقف أي الخطر الذي يواجهه أمامه وكيف سيتدارك هذا الخطر ؟ والسؤال الأهم ماذا لو لم يستطع تدارك ذلك الخطر ؟ إذاً أين سيكون مصير ذلك الطفل البرئ الذي لا ذنب له سوى أنه الارتطام إما بمقود المركبة أو بالأجهزة الأمامية للمركبة وها هي النتيجة في النهاية لوم وندم وحسرة ويا ريت….. الخ هذه الكلمات التي كان من الأصل والأفضل تداركها ، وعندما تستوقف أحد المخالفين بهذه الطريقة يرد عليك قائلاً أنا لست ذاهباً إلى مكان بعيد فقط ذاهب إلى السوبر ماركت أو أجلب والدته من مكان ما وهذا المكان قريب أو أنه يقول بأن والدته مشغولة بالبيت فقلت نخرج أنا والطفل في نزهة بسيطة وللأسف دون إدراكه لمخاطر هذه الظاهرة أو رغم علمه بمخاطرها إلا أنه يتجاهلها للأسف الشديد .
فعلينا يا شباب أن نحاول جاهدين وقدر الاستطاعة الحد أو التوقف عن هذه المخالفات التي من شأنها التسبب في حادث مروري أنت في غنى عنه ، سائلين المولى عز وجل أن يقينا جميعاً من مخاطر الطريق وأن نجتهد جميعاً ونقف يداً بيد مع الجهات المعنية للحد من هذه الآفة التي لا تعرف ولا تميز بين الصغير والكبير وبين الرجل والمرأة وبين الغني والفقير وأن نلتزم بقواعد وآداب المرور وأن نجعل شعارنا دائماً سياقتك دليل أخلاقك .