مانع بن سالم البلوشي
كلنا شرطة هذا هو شعارنا في السلطنة بأن يكون كل فرد في هذا المجتمع رجل شرطة وعندما نقول رجل شرطة فنعني به الضابط وضابط الصف والشرطي الذين يمثلون المؤسسة الشرطية في السلطنة ، فلو أنه كل واحد منا أستشعر بنفس هذا الشعور وإن لم يكن رسمياً بهذه المؤسسة لتحقق ما نسعى أليه ، ولكن رغم هذا وهذا فالحمد لله والشكر له على نعمة الأمن في هذا البلد ، ولكن كيف يمكننا أن نكون رجال شرطة ونحن نقود مركباتنا حتى نصل إلى بر الأمان في مقصدنا ؟
الإجابة على هذا السؤال سهلة جداً وتطبيقها أسهل فرجل الشرطة الرسمي عندما يسير بمركبة الشرطة أو مركبته الخاصة يجب عليه أن يتقيد هو أولاً بقواعد وآداب المرور أي بمعنى أن يكون قدوة لمستخدمي الطريق الآخرين فلماذا لا نستشعر جميعاً بهذا الشعور والإحساس بأننا رجال شرطة وأن نقتدي جميعاً وأن يكون كل واحد منا قدوة للآخر وأن نعطي الصورة الحسنة التي تعبرعن رقينا وتحضرنا وثقافتنا التي نفتخر بها ، فلماذا نحتاج إلى شرطي يراقبنا ونحن نقود مركباتنا ونحن أصلاً شرطة وهذا شعارنا ، إذاً لماذا لا نتقيد بقواعد وآداب المرور ؟ لماذا لا نتقيد بالعلامات المرورية التي وضعت لتنظيم حركة المرور في الطرق والحفاظ على سلامتنا وسلامة أرواحنا ؟ وما هو الشيء الذي يجبرنا على تجاوزها وعدم احترامها والتقيد بمدلولاتها ؟ في الحقيقة أخي السائق لو جلست مع نفسك وراجعت ما قمت به في قراراتك في تجاوز هذه العلامات لوجدت فعلاً بأنك مخطئ في ذلك ولربما يكلفك حياتك أو حياة من كانوا برفقتك بالمركبة أو من مستخدمي الطريق الآخرين ولوجدت أيضاً أنك لا تحتاج لمراقبة من جهة معينة أو أي شخص آخر يلزمك بالتقيد بقواعد السلامة المرورية التي في مضمونها المحافظة على سلامتك وسلامة من حولك فكان من الأولى والأجدر بك أخي السائق ومن واقع ما تفرضه علينا قيمنا الاجتماعية التي تربى عليها المجتمع العماني والمستمدة من ديننا الحنيف الالتزام بعدم تجاوزها وأن تسأل نفسك ما هو الهدف من وجود هذه العلامات ؟ أليس الهدف منها هو لسلامتك وسلامة مستخدمي الطريق الآخرين المستفيدين مثلما أنت مستفيد من الطريق . إذاً لماذا أقوم بتجاوزها وعدم احترامها ؟
فعلينا أيها الأخوة مراجعة أنفسنا فيما نقوم به من تجاوزات لأنظمة المرور وأن نجعل دائماً شعارنا كلنا شرطة وأن يكون شعارنا أيضاً ( هذه حياتي وأنا أدرى وأعلم بكيفية المحافظة عليها ولا أحتاج إلى شرطي كيف يحافظ لي على حياتي ) .
وفق الله الجميع وأن يحفظنا جميعاً من هذه الآفة ( حوادث المرور ) وأن يحسن خواتمنا أنه سميعٌ مجيب .