مضر بن عبدالملك المزروعي
قالت العرب “إذا لم تستحي فافعل ما شئت” .. لا يكاد يمر يوما دون أن ندفع ضريبة نعمة الأمن والرخاء من دماء شبابنا .. لا يكاد يخلو بيت من بيوت بلدنا الشامخ لم يضق مرارة حادث سير .. لا يكاد يمر يوما دون أن نحمل على أكتافنا بناءة الغد وحملة لواء الأمل وساعد هذا الوطن .. وكما يقال دوما عرض الشارع متران ونصف المتر وعرض القبر نصف متر .. بالأمس القريب طوينا عام راح ضحيته 1056 شخص من زهور هذا الوطن .
إليكم الحكاية التي أبت عاطفتي عن روايتها وحارت نفسي في تفاصيلها .. فذاك شخصا أهدى أبنه دراجة آلية آملاً منه أن يكسب بها وده واحترامه فما كان من الابن إلا أن أهدى أباه جسداً خاويا من دون روح .. وفي مجلس العزاء يقول الأب أنه اراد أن يكافئ أبنه على حسن خلقة وقوة فراسته وشدة همته وعزيمته .. يقول الأب ان أبنه حصل على دراجات عالية في اختباراته الفصلية ونال رضى وإعجاب معلميه في المدرسة ويشار اليه بالبنان بين زملائه وإخوانه .
حدثنا أمام المسجد بأنه من المواظبين على صلاة الفجر وبقية الصلوات وأنه من حفظة القرآن ومن خيرة الفتيان .. ومازال الأب يقلب كفيه على خسارة أبنه البار ومضى يلقى اللوم على شوارعنا وسلوكيات سائقي المركبات وعدم وجود نظام ينظم سيرنا .. وتناسي عظيم جرمه وقلة داريته .. وأنا اليوم أقلب كفي على سلوكيات أبناء وطني :
– نلقي اللوم على غيرنا ونتظر أن يحاسبنا الأخرين قبل أن نحاسب أنفسنا
– نبحث عن الأعذار حتي قبل أن نفكر في عواقب الأفعال
– نرى أنفسنا بأننا بمنأى عن الأخطاء والزلات
– نأسف على زرعاً لم نقم برعايته
– نبكي دماءاً .. نعيش ألماً .. ونعيد الفعل ألفاً
أخي/ أختي ولي الأمر .. أن الله قد أتمننا على أمانه فنعمل على صيانتها ورعايتها .. ونعمل معاً لحماية وطننا وأرضنا وحفظ حياة شبابنا .. يقول الشاعر بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وأن بخلو عليّ كراماً .. ويشهد التاريخ على أن عمان عزيزة بمجد سلطانها وعزة شعبها وعبق تاريخها .. فلنستحضر أمسنا ونعيش يومنا ونواجه عالمنا بعزم عروبتنا وعظيم شأننا .