ظاهرة غير حضارية وفي غير محلها للتعبير, وشخصياً لا أرى معنى لتفشي ما كانت تسمى موضة شبابية إلى ظاهرة خارجة عن الإطار القانوني والذوق العام, وهي الكتابة على الزجاج والهيكل الخارجي للسيارات تحمل بين زواياها ما خفي مقاصدها من عبارات وأرقام تليفونات وإعلانات وإيميلات خاصة وصور ورسوم ورموز وتعابير أجنبية وغيرها بإختلاف أشكالها وأساليبها ومضامينها “الإسلامية, الرياضية, الغزلية, الأجنبية”, وبشكل دائم وفي غير المناسبات الوطنية التي لها أوقاتها المحددة وعباراتها الغزلية في حب الوطن.
وأرى من وجهة نظري أن مضمون هذه الملصقات أياً ما تحمله من شعارات ينم عن إستهتار وضعف ثقافة ووعي ملصقها, فإذا ما كان القصد لفت الإنتباه فمن باب أولى عدم تشتيت إنتباه سائقي المركبات عن الطريق, وأما إذا كانت كنوع من الزينة والتميّز فأعتقد أن الطريقة العشوائية لوضعية هذه الملصقات أياً كان نوعها على السيارة تشوّه منظرها, وأما إذا كان الأمر غير ذلك فللقاريء الكريم حرية التعبير عن إنطباعه تجاه هذه الظاهرة, ولعل أهم ما يسترعي التنويه عنه بشأن هذه الظاهرة هو ما يحصل من تشويه كتابي وبالتالي لفظي للآيات القرآنية والنصائح الدينية المكتوبة, فبمرور الأيام تتلاشي بعض حروف العبارة المكتوبة وتقرأ بمعنى مشوّه ومغاير عن صيغتها الحقيقية, فكيف الحال بقراءة آية قرآنية تساقطت حروفها المكتوبة “باللصق” من على السيارة, والغريب في الأمر أن هذه التشويهات الكتابية تهمل وتترك على حالها ولا تلقى بالاً من قبل صاحب المركبة, فكيف وصلنا إلى هذه المرحلة, وكيف بنا كمسلمين أن نقع في هكذا أخطاء فادحة بتهاوننا بالدين, ونغضب الله ورسوله, أو كيف نرضى لأنفسنا بأن ننال إستخفاف قاريء أثيرت حفيظته بسبب ما قد كتب أو صوّر.
فالذكاء المبدع والذوق الرفيع يجب أن يوجّه نحو كل ما يفيد المرء ويستفيد منه الآخرين ولا يضر بأحد وينال رضى الله ورسوله.
وهمسة للتذكير.. فإن القانون يمنع وضع ملصقات أو شعارات على السيارات الخاصة أياً كان نوعها, كون ذلك يعد مخالفة يستوجب معها إيقاف المخالف وإزالة أسباب المخالفة فوراً وحجز السيارة في حالة عدم الإستجابة.