فوزي بن يونس بن حديد
مع إشراقة عام جديد، علينا أن نخلع اللباس القديم ونستبدله بلباس آخر فاقع لونه يسر الناظرين، علينا أن نزيح من عقولنا الأفكار البالية التي لم تعد تصلح لهذا الزمان، القرن الحادي والعشرين والسنة الثالثة عشرة بعد الألفين بعد الميلاد، لم تعد الدنيا كما كانت أول الزمان كل شيء يتغير ويتبدل حتى الإنسان، أفكاره تتجدد وقوانينه تتغير وتعامله يتبدل، كل خلية فيه تتنشط بفكر جديد ونمط من الحياة سديد. علينا أن ندخل العالم الجديد بأفكار ورؤى نطرحها وتساهم في رقي المجتمع وتحدث نقلة نوعية في تعاملنا مع الأحداث، نحاول أن نقنع أنفسنا أننا يجب أن نتغير وأن نتطور نحو الأفضل، نحاول أن نخرج أنفسنا من المأزق، ونحرج أنفسنا بأسئلة تمس واقعنا، لنجد الجواب الكافي الشافي.
وحينما نسترسل في بحر الشوارع والطرقات، لا نوصد الباب أمام الحلول والمقترحات فهي التي تثري العقول وتغير وجهات النظر في الحياة عموما، فكل من عرف وفقه معنى الحياة لا يقدم على فعل أهوج يرديه قتيلا أو مقعدا، يحبس الفكرة في عقله ويذيبها بسكر العقل المتزن، فكلما راودته أفكار الانتحار كالسرعة الزائدة والتجاوز الممنوع والانشغال بالهاتف النقال و اللامبالاة باللوائح والإرشادات والسياقة دون رخصة وقيادة سيارة متهالكة، عليه أن يغيرها بأفكار حلوة أخرى تتماشى مع هذا الزمان الذي يدعو إلى التعقل والتدبر والتأمل والرزانة في ما يقع حولنا جميعا وما نسمعه على طول دقات الحياة، مرّ من هنا ثم بعد ذلك لقي حتفه في واد، تجاوز ولم ينتبه فدهسته شاحنة، كان يغازل فتاة وهو يقود سيارة فدخل في جدار من حيث لا يدري، يقود سيارته في ليل بهيم دون أضواء فاصطدم بجمل، يلعب في الحواري الضيقة فدهس طفلا في عمر الزهور، يفحط بعجلات السيارة فإذا هي تخونه وترميه في أخدود.
حان الوقت لتغيير النظرة، آن الأوان لأخذ العبرة، ليست الحياة متعة ولذة في العبث والتهور والاندفاع وإنما متعة الحياة هي أن تعيش إنسانا سويا، تدير شؤونك بنفسك، لا تنتظر أحدا أن يغير لك مجراها ولا مرساها، لا تغتر بفتوة تذبل بمرور الأيام والسنوات، ولا تدعن نفسك تجرك إلى يوم يشخص فيه بصرك من هول ما ترى ما حل بك بعد فوات الأوان، إنك تعيش بعدها أزمة نفسية وعقدة فرويدية ولن تهنأ بحياة هنية ولا تموت ميتة سوية.
علينا أن نقرأ الأحداث من زوايا عدة، أعرف أن الشباب لديهم من الطاقات ما تؤدي بهم إلى إطلاق الصيحات والطلقات في وجه كل من يدعوهم إلى الاتزان واحترام قوانين الطرقات، وأعلم أنهم ربما لن يسمعوني ولن يسمعوا صرخات آبائهم وأمهاتهم ولا الدعوات، يمنون أنفسهم أنهم يعيشون زمانهم وأن لا أحد يتحكم في مشاعرهم ويتصورون أن من يسدي لهم نصيحة يتهكم عليهم ويزدريهم، كلا إنها كلمة هم قائلوها، كيف يفكر الشاب بهذه الطريقة؟ كيف لا يلتفت إلى من حوله وكلهم أهله وأقربوه لا يبغون إلا الخير كل الخير؟ لأنك واحد بل جزء أساسي من روحهم لذلك يأبون أن يصيبك مكروه ويتمنون لك كل النجاح والتوفيق في حياتك.
انتبه لحياتك أيها الشاب، ولأن الشباب هم أكثر الناس تعرضا للحوادث نعرف أسبابها فلا نعود نكررها كل مرة، فاللبيب بالإشارة يفهم، إنما نريد تغيير الفكرة واستلهام العبرة وتفتيت النعرة والوصول إلى السدرة والأخذ من كل بستان زهرة والانتباه من كل غدرة والاعتدال في الوهرة.
انتبه لأن الحياة قصيرة، والأماني طويلة، والعين بصيرة، والنفس عجولة، فلا تعجل ولا تتعجل في سيرك فأمامك مستقبل زاهر مشرق بالحياة واجعل الابتسامة على محياك على مدى الأزمان.