مانع بن سالم البلوشي
من خلال متابعتي لأحد البرامج الثقافية الهادفة بإحدى المحطات الخليجية المتلفزة أثناء مناقشتهم وحوارهم عن التفحيط وطريقة حوارهم وتناولهم لهذا الموضوع بكل شفافية وبكل رحابة صدر .
حيث أطلقوا على التفحيط مسمى الإرهاب المنسي ، وهي الظاهرة الغريبة والعجيبة والخطيرة في نفس الوقت والتي يقوم بها شبابنا في وقتنا الحاضر بكل ما يحمله الاستهتار من معنى ودون مبالاة ودون النظر إلى لعواقبها ونتائجها الوخيمة التي تنعكس سلباً على الأسرة وعلى المجتمع . والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التفحيط وماذا سيجنون منه ؟؟؟ الشهرة أم البطولة أم ماذا ؟؟ يجيب البعض على هذا السؤال ويقول أنها الطاقة التي يمتلكها الشاب ويريد أن يفجرها أو يعبر عما بداخله بهذا الأسلوب الجنوني الذي ربما يؤدي إلى هلاكه وهلاك من حوله من المعجبين والمشجعين له والذين يقفون يصفقون له وهم ينظرون إليه وهو يبحث عن طريقة وأسلوب موته بهذه الآلة الصماء متناسياً بان هناك من ينتظر عودته إلى المنزل وهو يقوم باستعراضاته الجنونية التي تلقى ترحيباً وإعجاباً من نفس فئته ومن أصدقاء السوء الذين يمرحون ويستمتعون لما يقوم به ولكنهم لا يبالون بالنتيجة وفي حالة وقوعها لا قدر الله والتي تنتهي بتدهوره أو باصطدامه بمن حوله أو أي شي آخر وربما تؤدي لوفاته أو إعاقته أو وفاة غيره فتراهم يلوذون بالفرار من ذلك المكان تاركين كل شي وراء ظهورهم وكأنهم لم يكونوا هناك أصلاً ، إن هذا التفحيط أو الإرهاب المنسي كما يطلق عليه البعض إنما هو ظاهرة دخيلة على مجتمعنا للأسف الشديد وهي ظاهرة لا تتفق مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولا حتى مع قيم ديننا الحنيف الذي يحثنا على عدم إلقاء النفس في التهلكة وكما أنه يعتبر إقلاقاً للراحة العامة وإزعاجاً للسلطات .
فالله الله بأنفسكم أيها الشباب ، اتقوا الله في أنفسكم وفي أمهاتكم وآبائكم الذين تعبوا وسهروا من أجلكم وينتظرون ويعشمون فيكم الأمل والخير بأن تردوا الدين الذي ،عليكم فأنتم جيل الغد ورجال هذا البلد فلا تنهوا حياتكم بأيديكم .
فإذا كانت لديك هواية أخي الشاب أو طاقة تريد أن تفجرها فليس بهذه الطريقة فهناك أرقى وأسمى من هذه الظاهرة ، فجعل طاقتك وما ستجني منها في شي يعود عليك بالنفع وعلى أسرتك ومجتمعك ووطنك فكل هؤلاء بحاجة لك ولمواهبك وهم سيقفون إلى جانبك عندما تسخر طاقتك وهوايتك إلى شي إيجابي ينتفع منه .
إلى هنا ونأمل أن نلقاكم مرة أخرى أن قدر الله لنا اللقاء في كتابة أخرى تتمة لمقالنا هذا لنتحدث فيه عن دور الجهات المعنية والمجتمع للحد من هذه الظاهرة ، حمى الله شبابنا وأبنائنا وإخواننا من شر هذه الظواهر الدخيلة .