سعد مردف : الجزائر
أبِي سِرْ رويدًا ، ولا تسْرعِ |
حياتُكَ أغلَى فعشْــهَا معِي | |
تمهَّلْ ، فكمْ مُسْرعٍ خَــانهُ |
طريــقٌ فراحَ ، و لمْ يرجعِ ! |
|
وكمْ سائقٍ خدَعَتْه الدُّروبُ |
وضاقتْ بمركبِــه المُسرعِ | |
وألقَتْ به في شعَابِ الرَّدَى |
وفِي موضعٍ ساءَ منْ موضعِ |
|
فهَـاضَ الحديدُ له أذرعـًا |
و نالَ منَ القلبِ ، و الأضْلُعِ | |
مضَى لمْ يودِّعْ حبيـباً ، ولا |
تهيَّـأَ للموتِ ، و المَصْـرعِ |
|
ففي القلبِ من بعدِه حسْرةٌ |
وفي العيـنِ نهرٌ من الأدمُعِ | |
أبي عـَاذَكَ اللهُ منْ حَادثٍ |
أليمٍ ، و من مَهلِكٍ مُفزعِ |
|
وصَانكَ من عاديَاتِ الطَّريقِ |
ومنْ جَمَلٍ حولـهَا يرتَعِي | |
ومنْ كلِّ شرٍّ بهَـا مُحْدِقٍ |
لدَى مهْبِطٍ كانَ ، أوْ مطلَعِ |
|
تـَأنَّ ، فإنَّ السَّلامَ الأنــاةُ |
ولا تتَعجَّلْ ، ولا تسْرعِ | |
أحبُّك لي عائدًا ، سَالـِماً |
تُضِيئُ بمنظــرِكَ المُـمْتعِ |
|
وتجلو الظلاَم بنورِ الإيـــَابِ |
وصوتُك يرقُصُ في مسمَعِي |
|
حيـاتي إذا قيلَ: “جاءَ أَبِي” |
ومَوْتِـي إذَا قيلَ : “لم يرجِعِ “! |