محمد بن سعيد الهنائي
يقول الله سبحانه وتعالى: ” وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”
يدخل إلى عالمنا كل يوم أو ربما كل ساعة طراز جديد من أجهزة الهواتف النقالة وتتنوع وتختلف من حيث الشكل والحجم ونعلم جميعا بأن الهواتف وسيلة تواصل وتقارب الا ان هناك فئات استغلته في جوانب سلبية خاطئة ومن بين الفئات سائقي المركبات فكم هي الحوادث المؤسفة بسبب مكالمة او ارسال او كتابة او قراءة رسالة راح ضحيتها أبرياء وفي ظل التطور على أجهزة الهواتف الذكية والبرامج الحديثة زادت نسبة الحوادث والمخالفات.
ومن خلال ما توضحه الإحصائيات هناك ما يزيد عن عشرة ألاف مخالفة في السنة الواحدة حول استخدام الهاتف اثناء السياقة والمتتبع لسلسلة ومسيرة أسابيع مرور مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ انطلاقها في عام 1984 تحت شعار “حزام الأمان” كما جاء شعار أسبوع مرور مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 2009 عن خطورة استخدام الهواتف تحت شعار “لا تتصل حتى تصل” وفي هذا العام 2016 جاء أسبوع مرور مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت شعار “قرارك يحدد مصيرك”، وشرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور أطلقت عبر مختلف وسائل التواصل حملة توعية عنوانها “سياقة بدون هاتف” تحذر وتنبه الجميع بخطورة استخدام الهواتف اثناء السياقة وتبذل الشرطة جهود جبارة في هذا الجانب لما له من اهمية في الحد من الحوادث المرورية وذلك ان استخدام الهاتف اثناء السياقة يشتت الفكر ويصرف الانتباه عن متابعة الطريق ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث بنسبة أربعة أضعاف كما يقلل من الاستجابة الضئيلة لمفاجأة الطريق بالإضافة الي عدم الانتظام في السياقة والتحكم بالمركبة والتحدث عبر الهاتف مدة عشر ثواني كفيلة بوقوع كارثة كبيرة . حقيقة مجمل هذه الحوادث تركت مصائب وأحزان ومآسي والألم وخسائر كبيرة وأمراض نفسية ومصابين على سرائر المستشفيات واسر أصبحت بلا معيل واطفال تيتموا وزوجات ترملت وكم من منازل كانت عامرة بالسعادة والفرحة لكنها وبسبب الحوادث أصبحت اليوم في ظلام ولا ابالغ ان قلت بأن هناك أفراد من عائلة واحدة لقوا حتفهم جميعا ومنازل اغلقت لم تجد احد يسكنها وبلا شك هي ضريبة يتحملها المجتمع والفرد على حد سواء وباتت أجهزة الهواتف تنافس اعداد المركبات والسكان واصبح كل واحد منا يملك اكثر من هاتف ورغم التحذيرات والتنبيهات والجهود المبذولة في نظري ما لم تتولد القناعة الذاتية لدى قائدي المركبات بخطورة استخدام الهاتف اثناء السياقة وما ينتج عنه من حوادث لا اعتقد هذه الفئات سوف تتوقف عن مخالفة الأنظمة والقوانين واقترح تشديد العقوبات وزيادة رسوم المخالفات وحجز المركبات في حالة التكرار ويعلم الجميع فيما يخص استخدام الهاتف اثناء السياقة هناك بدائل متاحة كالتوقف على جانب الطريق او استخدام سماعة الأذن او التقنيات الحديثة المختلفة، ويبقى ان نقول كما قال الشاعر:
والنفس كالطفلِ إن تهمله شب على..
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
ومن هنا أوجه تحية شكر وتقدير إلى كافة العاملين بجهاز الشرطة واخص بالذكر العاملين بالإدارة العامة للمرور على الجهود المبذولة للحد من الحوادث المؤسفة وكلنا مع “سياقة بدون هاتف”.