محمد سعيد الهنائي
أخي قائد المركبة.. حكومتنا الرشيدة بأجهزتها ومؤسساتها المدنية والأمنية والخاصة والمجتمع ككل بكافة فئاته يبذلون جهودا عظيمة كل في اختصاصه وذلك من اجل سلامتكم والحد من الحوادث المرورية.
هذا الوطن الغالي لم يقصر معكم في شيء .. مد يده اليكم واحتضنكم كاحتضان الأم لأبنائها فهو محتاج لكم وانتم ثروته الحقيقية وعماد مستقبله واساس نموه وتطوره .
أخي قائد المركبة.. لحظة من اجل عمان لن تخسر شيئا ولا تسترخص حياتك وتبيع نفسك لأهوال الطريق فنفسك غالية وهناك من ينتظرك ويفرح عند لقائك ويتألم حسرة عند فراقك والوطن والأهل سهروا كثيرا من اجلك وتحملوا الصعاب.
أخي قائد المركبة.. هل نفسك راضية عما تفعل على طرقات ربوع هذا الوطن ؟ (( هي)) حملتك تسعة اشهر وسهرت عليك الليالي والأيام وعانت من اجل تربيتك وتحملت الألم انها الأم فلا تدع تهورك يكون سبب حزنها ويأسها.
“هو” كافح من أجل توفير الحياة السعيدة لك والمسكن المريح حرم نفسه من اجل تربيتك وتعليمك انه الأب فلا تدع فقدانك يكسر حاله ويقصم ظهره.
“هم” ينتظرونك فتمهل ولا تحرمهم من الابتسامة والفرحة وكن لهم ولا تكن عليهم وظلل عليهم بحنانك ولا تيتمهم انهم الاولاد والزوجة والإخوان والأهل.
أشاطر الجميع احزانهم يا من فقد عزيزا في حادث سير فالإحصائيات المرورية المؤسفة تقلق مجتمعنا وتهدر اقتصاده وتيتم اطفاله وترمل نساءه وتهدم عوائل وتغلق منازل .اصبحت الحوادث حديث المجالس والمنتديات والمحاضرات فما ان نسمع خبر وفاة شخص يتبادل الي أذهاننا بأنه توفى في حادث ؟
أخي قائد المركبة.. اسمعني ولو مرة وخذ العبرة من الحوادث اليومية والإحصائيات المخيفة واتخذ قرارك من اجل اسعاد اطفالك واهلك واصدقائك فلا تهدم وتحرق بيتك بيدك . ولله الحمد الطرق انشئت على مواصفات عالمية من الامن والسلامة واليوم اصبحت شبكات الطرق واسعة ومزدوجة والمركبات وسيلة للتنقل وقضاء الحاجات والتشريعات القانونية والخدمات والانجازات في مجال السلامة المرورية كلها جاءت من اجل مصلحتكم وراحتكم وانتبه وخذ الحذر وكن صبورا لتصل الي وجهتك بسلامة فتأخير ساعة أهون مئة مرة من فاجعة احزان تستمر دهورا وسنين واتبع القواعد المرورية ( لا تجاوز خاطئ ولا سرعة قاتلة واربط حزام الامان ولا تستخدم الهاتف اثناء السياقة ) واجعل من قيادتك دليل شخصيتك واعطي الطريق حقه فالسياقة ايضا ذوق وفن .
والسؤال المحير الذي لم أجد له جواب لماذا التجاوز من أماكن تنعدم الرؤية فيها تماما .. لماذا السرعة الزائدة وكأنه سابق مع الزمن أو كأنه مارثون تحدي واصبحت الطرقات حلبات سباق .. لماذا استخدام الهاتف اثناء السياقة نتحدث مع هذا ونرد على ذاك مرة نكتب رسالة ومرة نقرأ رسالة ومرة نرسل رسالة ومرة ندخل على موقع ونتصفح حساب وننقل صور ونغرد ونضيف حسابات اخرى والمركبة كأنها تسير وحدها في الطريق مرة تأخذ يمين ومرة يسار ولو سألت قائد المركبة هو في اي مكان يكاد لا يعرف فمن كثر استخدام الهاتف تشتت أفكاره ؟!
هؤلاء من نطلق عليهم ( احذر اخطاء الأخرين ) ومفاجأة وأهوال الطرق كثيرة ومتعددة وعلى كل واحد منا ان يكون رقيب نفسه وان يضع امامه وهو يقود مركبته الثقافة المرورية وان يلتزم بالأنظمة والقوانين .
أخي قائد المركبة .. أفراد الإدارة العامة للمرور بشرطة عمان السلطانية تبذل جهودا كبيرة للحد من الحوادث المرورية وهناك انجازات كثيرة في هذا الجانب وتواجد دوريات ومركبات الشرطة على جانب الطرقات من اجل سلامتك فالسلامة المرورية مطلب كل مواطن واخيرا نتمنى للجميع السلامة واسمعوني ولو مرة.