عيسى بن أحمد الهادي
الطرق في السلطنة مشيدة للصالح العام وليست مخصصة لأشخاص مستهترين يقودون مركباتهم دون وعي ، تراهم يتجاوزون السرعات المحددة قانوناً بشكل فظيع وملحوظ لدى أنظار الجميع ، مما ينتج عن سلبياته وقوع العديد من الحوادث المرورية المفجعة ، التي أدت إلى خسائر بشريه عديدة ، فذلك الأمر لا يخفى عليك عزيزي القارئ ولن أتعرض للتعريف بالإحصائيات لتلك الحوادث فشرطة عُمان السلطانية خير من يقوم بالتعريف بها ويأتي التعريف بنشر الإحصائيات في الصحف المحلية بنهاية كل أسبوع أو كل شهر ، ومع اكتمال نصاب الإحصائيات لا ننسى موجات الخوف والقلق التي يعيشها قائدو المركبات عند مغادرتهم المنزل بغية الذهاب لقضاء متطلباتهم اليومية ! فالخوف أصبح ملازماً لهم ولأسرهم من المخاطر ولا أقول هنا أخطار الطريق فالجهات الحكومية المختصة المتبنية للطرق بالسلطنة مشكورة على جهودها التنظيمية والتخطيطية كرست جُلّ اهتمامها الواضح بأخذ أدق المواصفات والمقاييس العالمية عند إنشاء الطرق بالسلطنة الحبيبة للحفاظ على السلامة المرورية ، وذلك عملاً بالتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه -بل الأخطار التي تسببها تلك الشريحة البشرية المستهترة بقيادة المركبات على الشارع العام !! فالبعض من الأسر اختفى اسمها من الوجود و أصبحت ذكرى يمحوها الزمن ويطوف بهاء على أطراف الألسن بغية الموعظة وتوقي الحذر ، وكذلك لن نتغافل عن المحرومين من الخروج من منازلهم بسبب ما وقع عليهم من إصابات بالغة وإعاقات مزمنة لا أمل في شفائها والله المستعان ، فمن يتحمل المسؤولية هذه عند وقوع الكوارث ؟ وهل تجدي الحسرة والندم عند وقوعها عزيزي القارئ ؟؟ فلنأخذ مقتطفات من الدراما اليومية التي تمثلها الشرائح البشرية الغير مبالية بالقوانين المرورية ، إذ نرى في بعض الأحيان أمامنا مواقف ولا نقول أنها طريفة بل محزنة كالسرعة الجنونية التي تفوق الخيال أو التجاوز الخاطئ ، إضافة إلى المراوغة بين المركبات ، أو نرى منظراً آخر من المضايقات كمركبة تتمايل يميناً وشمالاً على إيقاعات الموسيقى وقرع الطبول وكأن حفلاً غنائياً يقام بداخلها فإما أن نجد قائدها بكامل قواه العقلية تستدرجه فقط الموضة !! أو نجده في حالة أخرى ! عندها نحسب أنفسنا ونحن نشاهد تلك المواقف المستمرة وللأسف الشديد وكأننا في مضمار سباق لا بشارع عام تحكمه قوانين وتشريعات ! فلا شك أن كل هذه الحالات سالفة الذكر لا تسر مستخدم الطريق الملتزم إطلاقاً.
(( 2 ))
من منا لا يعرف الإشارات المرورية الضوئية التي تساهم بشكل ملحوظ في تنظيم حركة السير فهي كثيرة ولا ريب تنظوي تحت سقف السلامة المرورية على الطريق ولم يأتي تبنيها لعملية التنظيم من فراغ بل بعد دراسات وافية ومكثفة من قبل المختصين بشرطة عمان السلطانية ، ولكن هناك تبقى عدم المبالاة من البعض بحقوق الغير وللأسف الشديد ، إضافة إلى الاستعجال المستمر الذي نراه والذي أصبح من سمات هذا العصر ، وبرأي فإن هذه الحالات تنظم تحت ظاهرة اجتماعية أطلقت عليها “الاستهتار” فمهما كانت الحالة لا يسمح ولا يبرر لقائد المركبة تجاوزه الإشارة الضوئية الحمراء إطلاقاً نظراً لحجم الخطورة الناتجة عن التهاون في ذلك، مؤكداً بأن قانون المرور واضح وصريح في مقتضى مضمونه، ولكن يبقى دور الالتزام، فلماذا لا نلتزم وما المانع من الالتزام والذي يحقق لنا الراحة والاطمئنان؟ ومن هذا المنطلق فلنحافظ ولِنُثَمْن أرواحنا وأرواح الأخرين بالتقيد بالتشريعات والقوانين التي وضعتها شرطة عُمان السلطانية الهادفة بطياتها للحفاظ على الأرواح البشرية، ولنعمل على إزاحة غشاوة الاستهتار وحب السرعة الواقع على الطريق . فالسرعة والإهمال موت متوقع.