علي بن عبدالله الكاسبي
تعتبر حملة “سياقة بدون هاتف” التي دشنتها شرطة عمان السلطانية في منتصف شهر مارس الماضي من أهم حملات التوعية التي تهدف إلى عدم استخدام الهاتف أثناء السياقة بعد أن ثبُت عمليًا أن استخدام الهاتف أثناء السياقة ضمن المسببات الرئيسية للحوادث المرورية.
وقد سبقت هذه الحملة حملة “شكرًا على تقيدكم بالسرعة” التي استمرت حتى نهاية العام الماضي، حيث التزم الكثير من مستخدمي الطريق بالسرعات المحددة على مختلف الطرق، وظهر ذلك جليًا في انخفاض نسبة الحوادث المرورية والخسائر الناتجة عنها.
إن التحديثات المتسارعة في تطبيقات الهواتف الذكية هي التي تجعل مستخدميها يحرصون إلى استخدامها ومعرفة مضامينها، وهذا بلا شك له أثر عند التعامل مع هذه التقنية أثناء سياقة المركبة، حيث أن استخدام الهاتف أثناء السياقة سواء بالاتصال أو كتابة الرسائل أو قرأتها أو العبث ببعض البرامج يشغل الذهن ويصرف السائق عن التركيز على قواعد السير، ويؤدي كذلك إلى ارتباكه وانشغاله بغير الطريق، بينما تتزاحم المركبات في الطرق في مختلف الأوقات، وقد يؤدي كل ذلك إلى انحراف المركبة عن مسارها.
بالتالي فإن المحافظة على مسافة الأمان بين المركبات ضرورة قصوى، فهي تسهم في تفادي الاصطدام بالمركبات الأخرى وتوفر للسائق الحصول على فرصة التوقف في حالة وقوع أي حدث مفاجئ، والمتتبع للحوادث البسيطة يجد أن الكثير منها يقع بين مركبتين أو أكثر قد تصل في بعض الأوقات إلى أربع مركبات نتيجة إهمال تلك القاعدة. وهذا بلا شك فإن العبث بالهاتف النقال وكتابتها يكن من الصعب المحافظة على هذه المسافة.
أما استخدام سائقي الحافلات والشاحنات الهاتف أثناء السياقة فيؤدي إلى مضاعفة الخطورة كون عدد الركاب في الحافلات أكثر مقارنة مع المركبات الأخرى. وكما هو الحال بالنسبة للشاحنات كونها تتميز بحجم أكبر وتكون أحيانًا محملة بالبضائع والأدوات الثقيلة.
وبشكل عام فإن السرعات تؤثر سلباً على حسابات مستخدمي الطريق في أخذهم الاحتياطات التي يتطلبها الحذر أثناء دخولهم أو تجاوزهم أو قطعهم للطريق حيث يتعدى سائق المركبة السرعة المعقولة دون مراعاة لظروف الطريق من انعطافات وانحدارات فيفوق تقديرات مستخدمي الطريق الآخرين من سائقي ومشاة. وبالتالي يكون سائق المركبة قد اختزل مسافة الطريق بشكل أسرع من توقعات الطرف الآخر، وهنا قد يزيد من هذه المخاطر أثناء استخدام الهاتف لاحتواء الحالة على خطرين وهما (السرعة والهاتف)، فأصبح تركيز السائق على الطريق منخفضًا.
وفي الختام لا بد من الإشارة إلى الجهود التي تبذلها المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة والمبادرات الفردية في تفعيل حملة “سياقة بدون هاتف” عبر واقع عملي للمشاركة الحقيقية الفاعلة لنشر السلامة المرورية لتدعيم ثقافة الاستخدام الآمن للمركبات.