أحمد بن سعيد الراجحي
تتبدل الأيـام وتمر السنون متأملين في استخلاص أفضل الحلول لمعالجة مشكلة حوادث المرور وآلية التقليل منها عبر كافة الوسائل الممكنة، وبين هذا وذاك تطل علينا وفي أسبوع من كل عام حزمةً من الفعاليات والأنشطة تعنى بالسلامة المرورية تُبذل من خلالها الجهود التوعوية تحت مظلة أسبوع المرور الخليجي الموحد .. أ هـ .
َعهدتُ دائمًا في مقالاتي قراءة بعض أفكار مستخدمي الطريق، ألتمس منهم وقائع ما سأكتبه وكان لعنوان مقالي بعاليه وقفة متأنية للتحدث مع من حولي في هذه الواقعة وهي أسابيع المرور كيف تصِلَ لهم؟ وهل غَرست في نفوسهم بعض المسؤوليات في السلامة المرورية لطالما كان السائق العامل الرئيس، والأكثر فاعلية في عملية المرور!!، فكم من سائق مثالي وجدت بينهم؟ سائقين ومشاة قد تميزوا في قراءة ماهية أسبوع المرور لذلك أقول لهم: شكرًا لهكذا استجابة ذاتيّة قد تساوى فيها نبضًا توعويًا واحد. “رجل الشرطة، ومستخدم الطريق” بإحساس متكامل وشعور بالخطر حيال تلك الحوادث .
دأبت إدارات المرور بدول المجلس على الاهتمام بكفالة السلامة المرورية للجميع، وهو تأكيدًا آخر على حرصها الدؤوب من أجل جعل الطريق أكثر أمنًا، كما أن أسابيع المرور في واقعها هي حملة محليّة تنفذها تلك الإدارات تحت مظلة واحدة فالشعار موحدًا فيها، ناهيك عن إقامة تلك الفعاليات في الوقت ذاته، وفي ذات الأسبوع هنالك لجان تشكل على مستوً رفيع لإعداد برامج التوعية ، وآلية العمل بها كما أن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي تتوق دائمًا إلى معرفة ما تم من جهود ورصدها أولا بأول .
يتجلى دور شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور الحرص على استهداف كافة شرائح المجتمع بمختلف مناطق السلطنة ، وإقامة المعارض وتنظيم المحاضرات والمسابقات المرورية ، وغيرها من ذات الصلة زد على ذلك فهي تغطي تلك الفعاليات إعلاميًا وذلك ببث برامجها التوعوية ، والتنسيق مع المعنيين لإصدار خطب الجمعة ، والوصف يمتد لأكثر من ذلك.
التعاون والتعاضد بين إدارات المرور بدول المجلس هي نقطة اتصال يلتقي فيها ذوات الفكر ومن خلاله اكتساب الخبـــرات بالإطلاع على الأساليب والأنظمة المرورية التي تستخدم في كل دولة ، استغربت استغرابًا عندما ذهبت قليلًا إلى قراءة بعض أفكار مستخدمي الطريق ممن التقيت بهم ، وكيف أن البعض لا يعلم عن التقـاء رجال المرور بدول المجلس بعضهم ببعض في أسبوعهم الخاص وتبادل الخبرات فيما بينهم ، وذهب البعض أن الأسبوع الخليجي مقتصرًا على أنشطة وفعاليات تقام في كل دولة دونما الالتقاء الأخوي المروري.
رائعةً تلك الجهود الهادفة للتقليل من ناقوس الحوادث المرورية، وكم أعجبتني تلك الجهود المبذولة من شرائح المجتمع في أسبوع المرور، وما زادني إعجابًا الطالب المهتم بالسلامة المرورية الذي كان له عظيم الأثر في نفسي عندما كان يراسلني عبر صفحة الفيسبوك وبكل ثقة يقدّم تلك المقترحات في الجانب التوعوي التي لاقت استحسانًا لدي وبكل صدقٍ أقـــــول لهم : شكـــــــــــرًا .
يلامس أسبوع المرور شعارًا خاصًا ينشر في كل عام وهي دلالة واضحة على حرص إدارات المرور في معالجة بعض أخطاء السائقين، ويلامس هذا الشعار عبارة توعوية تكون عادةً لإحدى مسببات الحوادث للأخذ بها نصحًا ، محاولة بذلك تحقيق الهدف المنشود .
كانت انطلاقة أول أسبوع مرور خليجي في 28 أبريــل 1984 تحت شعار “حزام الأمــــان” وهي دعوة صادقة بأن نتمسك به من أجل سلامتنا وحتى لا نعــــــرّض أنفسنا والآخرين لصدمـــــــــات لا تحمد عقباها.. تلا تلك الانطلاقة الأسبوع الثاني في عام 1985 تحت شعــــــــار “المشــاة” مؤكدة بذلك الجهات المعنيّة حق المشـــــاة والمسؤولية الكامنة وراء الأخذ بحقوقهم وفق الأنظمة وقواعد المرور ، وتوالت الأسابيع عامًا بعد عام لنجد أننا في الأسبوع الحادي والثلاثين، وقد وضع بصمته بشعارٍ ملفتًا لأهميّة الإنسان في هذه الحياة، وحَرصت تلك الإدارات حرصًا دؤوبًا في أن تكون غايتهم سلامتك واضعين في الاعتبـــــــار هذا الشعار “قرارك يحدد مصيرك” ضمن أولوياتهم ولن يتوقفوا قيد أنملة في مدنا بما هو أفضـــــــل لطالما كانت يدهم لنا ممتدة فهل لنا أن نتأمل قليلًا ونجعل شعار أسبوع المرور الخليجي لعـــام 2015 نصب أعيننا. فلنفكّر قليلا ونتأمل ماهيته ولقائي بكم يتجدد.