خميس بن علي البطاشي
في هذا العصر تحيط بك التكنولوجيا من جميع الجوانب اينما تذهب في منزلك وفي المركبة، في الشارع الذي تسلكه، في مكان العمل، في اماكن التسوق والترفيه .. وغيرها، وبما أننا نعيش في عصر حديث ومتطور حيث تعد الراحة والرفاهية في قائمة اولويات الإنسان العصري، فأنه يسعى وباستمرار إلى أن تحل التكنولوجيا محل العمل اليدوي ليحقق لنفسه الراحة والاستمتاع، من هذا المنطلق كان تفكير شركات صناعة السيارات, والتي عكفت طوال سنوات عديدة لتحقيق هذه الميزة من خلال تحقيق رغبات المستهلكين، فتحولت المركبة من كونها وسيلة للتنقل إلى وسيلة للمتعة والرفاهية، وقد تعددت الكثير من الأفكار التقنية التي لا نعتقد أن تتوقف الى حد معين.
واحدة من هذه التكنولوجيا والتي بدأت تلقى اقبالاً من قبل بعض البلدان وخاصة الأوروبية منها هي السيارة بدون سائق التي أطلقتها شركة جوجل, وهي تعتبر السيارة الأولى في العالم ذاتية القيادة، وقد قالت شركة جوجل في مدونتها الرسمية “سياراتنا لا تمتلك عجل قيادة، أو دواسة أو فرامل فنحن لسنا في حاجة لها”، وفي الآونة الأخيرة اعلنت الحكومة الهولندية السماح بإجراء تجارب واسعة النطاق لسيارات وشاحنات من دون سائقين على الطرقات العامة, وهي تكنولوجيا تعتقد الحكومة الهولندية أنه يمكنها أن تحل مشكلة الازدحام المروري, حيث ذكرت وزارة البنية الأساسية والبيئة الهولندية أن هذه المركبات القادرة بنفسها على التواصل أو الفرملة او التسارع في الوقت نفسه ستسمح بتنظيم حركة السير, مشيرة الى أن “هذه الابتكارات من شأنها أن تجعل الطرقات أكثر أمناً وفعالية وأفضل للبيئة “, كما أن إحدى الشركات المتخصصة في الوسائط الرقمية قد صرحت بأن المركبات الجديدة ستحوي تقنيات حديثة وستتضمن إمكانات متعددة، من أهمها قدرة سائق المركبة على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي, و استعراض البريد الإلكتروني وغيرها من الميزات، وذلك من خلال وصل المركبة بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ومع أن هذه التقنية تعمل على منح السائقين مزايا عديدة إلا أنها حسب رأي الكثير من الخبراء تحتوي على مخاطر كبيرة, حيث يمكن أن يكتشف أصحاب هذه المركبات أن كلمات المرور الخاصة بهم قد سرقت، وهذا قد يتيح تحديد مكان تواجد السيارة، ويسمح بالتالي من فتح أبوابها أو تعطيلها.
كل هذه التقنيات والميزات جعلت موضوع السلامة على الطريق على المحك، حيث يرى البعض بأن وجود هذه التقنيات على المركبة يشغل انتباه السائق عن الطريق وخاصة عند استعراض سائق المركبة الخيارات التقنية الحديثة المتاحة في المركبة أثناء السياقة، فانشغال السائق لجزء من الثانية قد يعرضه للوقوع في حادث مروري، أما البعض الآخر فيراهن على هذه التقنية ودورها في تعزيز السلامة المرورية، ويرى أن الشركات المصنعة للمركبات لا تضع أي تكنولوجيا داخل المركبة إلا بعد إجراء دراسات وتجارب عليها، ومعرفة مدى تأثيرها على السائق إيجاباً أو سلباً، ويرى أن وجود نظام إلكتروني وتقني جيد داخل السيارة يعزز القيادة الآمنة على الطريق، حيث أن بعضها ينبه السائق عندما يخرج عن مساره، أو أن مسافة الأمان بينه وبين المركبة التي أمامه قليلة .. وغيرها من الميزات، بالإضافة إلى أن هذه التقنيات تمتنع عن استقبال أي تطبيق من قبل السائق أثناء تحرك المركبة، وهذا ما يعطي أماناً على الطريق، وعلى العموم فإن الحكم على هذه التقنيات وأهمية وجودها على المركبة من عدمه يجب أن يبنى على دراسات علمية تجريبية، بالإضافة الى دراسات معمقة على الحوادث المرورية وتأثير هذه التقنيات ومدى مساهمتها في وقوع تلك الحوادث.