طالب بن سيف الضباري
لا يختلف اثنان على أن الدور الذي تضطلع به شرطة عمان السلطانية دور حيوي ومهم من ضمان المزيد من أمن الوطن وسلامة المواطن والمقيم على حد سواء، كما ان ما تقوم به من اجراء فاعل ومؤثر ينطلق من الإيمان بأن كل فرد في المجتمع يمثل ثروة وطنية وبالتالي فإن الحفاظ على أمنها وسلامتها واجب وطني، وإذا كان البعض يتأفف من التشدد أحيانا في تطبيق النظام أو زيادة مراقبة الحركة المرورية بالتواجد الشرطي أو المروري أو نشر اجهزة ضبط السرعة الثابتة أو المتحركة، فان هدفها من ذلك تحقيق المزيد من السلامة للجميع وتأمين المزيد من الإجراءات الوقائية الرادعة لنفس السائق وكبح تهورها وتجاوزها لضوابط واجراءات الحماية لها، فما يرتكبه السائق من اخطاء على الطرقات يرجع في كثير من الأحيان إلى عوامل نفسية سلبية سواء كان ذلك زيادة في السرعة او تجاوز من اجل الوصول في وقت اقصر الى وجهته المقصودة، دون ان يدرك بان ذلك ـ في أي لحظة ـ يمكن أن يودي به واخرين قدر لهم استخدام نفس الطريق في تلك اللحظة الى كارثة ثمنها لا يقتصر عليه بل يدفعه المجتمع بأسره.
فالاستثناء الذي يشهده التواجد المروري هذه الأيام على طريق أدم ـ صلالة اذا كان البعض يعتبره اعاقة لمواصلة الحركة على طريق يمتد الى حوالي اكثر من ٨٠٠ كيلومتر من خلال عدد من أجهزة ضبط السرعة ونقاط التفتيش المشتركة مع القوات المسلحة، الا ان البعض نظر الى ذلك نظرة إيجابية على اعتبار ان تلك الإجراءات ما هي الا وسائل تطمئن مستخدمي هذا الطريق على سلامتهم وضمان قيادة آمنة ووصول أمن، فضلا عن ذلك فإن شعور السائق بأن هناك من يتواجد في ظروف صحراوية صعبة وقاسية تصل درجة الحرارة فيها الى مستويات مرتفعة، يعطيه شعورا بالاطمئنان على مسار الطريق وأن هناك من يوفر له الحماية من مخاطره المتعددة على حساب راحته تطبيقا لشعار الشرطة في خدمة الشعب.
ان الانتقال من جهاز ضبط السرعة الى نقطة ضبط بعض المخالفات ونقاط تفتيش مشتركة ليس فقط مجرد اجراء هدفه تصيد الأخطاء ومخالفة المخطئ وإنما التأكيد على الدور التوعوي والثقافة المرورية التي يجب ان تكون لدى كل مستخدمي الطريق، فالكثير على سبيل المثال لا يدرك بان التجاوز في الجزر عند المداخل او التقاطعات ممنوع حتى وان كان الشارع من الجهة المقابلة لا توجد به مركبة قادمة، حيث يمكن خلال ثواني معدودة لا ينتبه قائد المركبة التي يتم تجاوزها فينعطف يسارا ويتسبب في حادث، وقس على ذلك الكثير من المخاطر الأخرى التي أدت الى منع التجاوز في هذه المنطقة من الشارع.
إننا نشد على أيدي شرطة عمان السلطانية اعجابا بما يقدمونه من دور على مدار الساعة لكي يأمن كل منا في الطريق الذي يسلكه والبيت الذي يسكنه والأماكن العامة التي يرتادها، فهم بحق العين الساهرة التي تسهر على راحة المواطن والمقيم وأمن الوطن.