خميس بن علي البطاشي
أعلنت مؤخرًا الإدارة العامة للمرور عن الوضع المروري في السلطنة، والإحصائيات المرورية بأعداد الحوادث وما نتج عنها من وفيات وإصابات، حيث يلاحظ بأن هناك انخفاضاً كبيراً في أعداد الوفيات، يزيد عن 30% مقارنة بما كان عليه الوضع عام 2012م ،وانخفضت الإصابات بنسبة 15%، كما انخفضت الحوادث المرورية أيضًا بنسبة 19%، بالرغم من تزايد أعداد المركبات بنسبة 20%، وعدد سائقي المركبات بنسبة 16%، والزيادة في أطوال الطرق المُسفلتة.
ولعل هذا الإنجاز – إن جاز لنا التعبير أن نسميّه – لم يأتي بين ليلة وضحاها وانما جاء ثمرة لعمل جاد وجهود مستمرة في كافة المجالات، سواء كان في مجال الضبط المروري وذلك من خلال نشر أجهزة ضبط السرعة الثابتة والمتنقلة والتي أثبتت قدرتها على خفض أعداد الحوادث المرورية، وخفض شدة الإصابات نطراً لانخفاض سرعات المركبات المشتركة في الحادث، أو بتكثيف التواجد الشرطي في الطرق، أو دراسة المواقع التي يتكرر فيها وقوع الحوادث المرورية ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، أومن خلال التأكد من صلاحية المركبة ومدى ملائمتها لمواصفات المتانة والذي يقوم به الفحص الآلي للمركبات.
وباعتبار أن الإنسان هو الأساس في المنظومة المرورية فقد عنيت شرطة عمان السلطانية ممثلة في الإدارة العامة للمرور بتوعيته وصولاً إلى تغيير سلوكياته وقناعاته لتبني مفاهيم السلامة المرورية، وذلك من خلال برامج توعوية كثيرة أبرزها الرسائل التوعوية التي تبث وتنشر وتذاع في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الموقع الإلكتروني للإدارة العامة للمرور والذي يقدم أساليب توعوية متنوعه، ويستكتب عدداً من المهتمين والمتخصصين في مجال السلامة المرورية، حيث بلغ عدد مشاهديه خلال العامين الماضيين أكثر من 13 مليون مشاهد .
وفي سبيل الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع فقد تم استخدام وسائط التواصل الاجتماعي من خلال فتح حساب على “تويتر، والفيسبوك” وشهد الحسابين جهودًا كبيرة من قبل القائمين عليه في صياغة هذه الرسائل وأستطاع أن يجد تجاوباً كبيراً ومتابعين للرسائل التوعوية التي يطرحها بشكل يومي، حيث بلغ عدد متابعي الحساب على تويتر أكثر من 156.000 ألف متابع ، بالإضافة إلى جهود قافلة التوعية المرورية في نشر الوعي المروري بجميع محافظات السلطنة واستقطابها للعديد من طلبة المدارس والكليات والمجتمع المحلي، وكذلك المدرسة المرورية للأطفال والتي تقوم بنشر الوعي المروري لأبنائنا طلبة المدارس وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وهناك جهود توعوية كثيرة لا يسع المقام لذكرها في هذا المقال.
إن تحقيق هذا الانخفاض في عدد الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات لم يكن ليتحقق إلا بتكاتف وتعاون جميع مكونات المجتمع، ولذلك دشنت شرطة عمان السلطانية حملتها الموسومة بعنوان “شكراً على تقيدكم بالسرعة” وذلك لشكر المجتمع بجميع شرائحه وفئاته على تعاونهم مع الجهود التي تبذلها شرطة عمان السلطانية لتعزيز السلامة المرورية، ولاشك بأن المواطن والمقيم له دور كبير في ذلك ولعل من أهم أدواره هو تقيده بقواعد وأنظمة المرور، وأخذه لمفاهيم وجوانب السلامة المرورية، والدور الأهم وهو ما نراه من بعض أفراد المجتمع في تبنيهم لحملات توعوية، كمبادرة منهم لتوعية عموم المجتمع من خطر الحوادث المرورية وما تخلفه من مآسٍ وآثارٍ اجتماعية واقتصادية وصحية على الفرد والمجتمع، فلهم منا كل التحية والتقدير على ما يقوموا به من أعمال إنسانية جليلة، وليحفظ الله الجميع من كل مكروه .