أحمد بن سعيد الراجحي
ahmed@traffic.gov.om
نقلةٌ أُخرى تُضــــــاف إلى الجهود المبذولة من قبل شرطة عُمان السلطانيّة ممثلة بالإدارة العامة للمرور عندما أعلنت حملتها التي أُطلقت في العشرين من أكتوبـــر 2014م، واستبشرنا خيرًا حينما دُشنت الحملة، والتي أتت للتعريف بالجهود المبذولة والنتائج التي تحققت من انخفاضٍ في عدد إصـابات ووفيـــــــــات الطرق، وكيف أنّ السائق المثالي استحق كلمة شُكرٍ وعرفان عمّا بدرَ مِنهُ من التزامٍ للسرعة فأنشدت شرطة عُمان السلطانيّة لمستخدمي الطريق: شكرًا على تقيدكم بالسرعة.
ذلك الارتيـاح طال المجتمع بأسـره، فمن تأمّل، واسترجع ذاكـرته قبل عامين مضيا، يتبــادر إلى ذهنه تلك الحوادث المؤلمة بين تصادمٍ وتدهورٍ نتج عنها أحيانًا حريق طال المركبة، تلك الفواجع تلاشت، وتلك الظواهر المُرعبة اختفت بجهود المجتمع، وبمتابعة حثيثة من شرطة عُمان السلطانيّة في توفير متطلبات السلامة المرورية لمستخدمي الطريق، لتُثبت للجميع أنّ في الالتزام أمـــــــانًا، محققةً بذلك نجاحًا منقطع النظيــــر في تواجد الرقابة والضبط المروري على الطرق.
في مقالي هذا سأنسجم مع الكلمة ذاتها التي جاءت لفتةً طيبة تبنتها الشرطة، وحققت نتائج مُبهرة على أرض الواقع، لعل أهمها تثبيت أجهزة ضبط السرعة على الطرق هذه الجهود غير المسبوقة يجب أن تؤخذ بالاعتبار، ويجب علينا كمستخدمين للطريق أن نتقيّد بالأنظمة والقواعد المرورية طالما أنّ السرعة لا تنتج إلا عاهاتٍ وأحزانًا.
المُؤشرات المروريّة تتحدث عن انخفاض في الحوادث رغم زيادة عدد المركبـــــات، ورخص السياقة، وما شدّني أكثر الانخفاض الذي طرأ في أعداد الوفيــــــات بنسبة “11”% والإصابات البليغة بمعدل “8”% خلال العام 2014م، وقد زاد المشهد روعةً الربع الأول من عام 2015م حيث شهد انخفاضًا ملموسًا في أعداد الوفيــــــات بنسبة “22”%، والإصابات البليغة بمعدل “15”%، مقارنةً مع العام الفائت، وبذلك شهدت طُرقنا انخفاضًا في معدل السرعات العالية، ناهيك عن أضرار الحوادث البشريّة، والمادية لذلك قدمت شُرطة عُمان السلطانيّة حملتها مُعلنةً بذلك استمرار جهودها لتقليص الفارق إلى أبعد من ذلك.
هُناك حقائق علميّة أوردتها مؤسسات مهتمة بالسلامة المرورية تبيّن في مكامنها “كلما زادت السرعة زاد احتمال وفاة أشخاص سواء كانوا سائقين أو راكبين أو مشاة”.. وأُخرى تتحدث أن ” عدم انتباه السائق لفترة ـ ثانية واحدة ـ أثناء سياقة مركبة بسرعة 115 كم/ساعة، يبدو كما لو أنه يسوق مركبة وهو مُغمض العينين لمسافة 30 مترا”.. وغيرها من الدراسات التي تُبيّن أن “السرعة هي السبب الأول لوفيات الطــرق”, وأنّ المحافظة على الروح الغالية واجبٌ شرعي، وقانوني فهي أسمى من أن تُقدّر بثمن.
وهنا أشير لما تضمنته الحملة من دور أجهزة ضبط السرعة في تحقيق انخفاضٍ ملحوظٍ، وقد قرأت يومًا ما أوردته بعض الدراسات العلميّة الواردة من خبراء في بعض دول العالم أن هذه الأجهزة ذات فاعليّة عالية للحد من الحوادث المرورية، والأضرار البشرية، والمادية المرتبطة بها، وقد أكدت تلك الدراسات على ضرورة استخدام أجهزة ضبط السرعة حتى في حالة إخفائها فهي تسمح بقياس واقع سلوك مستخدمي الطريق أثناء استخدامهم للطرقات العامة.
وأسهبُ هُنا تفاعلًا، فتبدو لي مشاركة المجتمع في تفعيـل هذه الحملة المُبتغى منها التقيّد بالسرعة القانونيّة التي يُوصى بها عند استخدام المركبة، فرصة سانحة تشجّع من خلالها السائقين ـ الآخرين ـ على التقيّد بحدود السرعة التي توضّحها دومًا اللوحات الإرشاديّة، وسنجني من ذلك فهم ما ينوي السائقون القيام به، وهذا يعني أن الأخطــار الجسيمة ستقلّ، وتنخفض شدة تصادم المركبات.
يُلامس شعار الحملة الوجدان، وهو دلالة واضحة على حرص شرطة عُمان السلطانيّة على تأمين السلامة لمستخدمي الطريق، وهو عبارة عن كلمات يجب الأخذ بها نُصحًا بُغية تحقيق الهدف المنشود، ولجعل طرقنــا أكثر أمنًا لمستخدميهـــا، وبجهود الجميع أرى خيرًا، وقد شاركني في ذلك مجموعة من الأصدقاء كيف لا وهي توضح لنا ماهية الحملة في جوهرها أنّ “الالتزام فيه الأمان”.. كِلانا يريد أن يعيش الابتسامة في حياته، وعندما تخطفه البصيرة للحظة، ويتذكر من فقده نظير حادث مروري أليم يصبح عبوسًا.. هي حملة في فكرة تتجسد منها مجموعة من الجوانب، وفيها من التوعية المرورية الكثيــر. فلنتفكّر قليلًا ولنعشْ الالتزام الذي سيكون له عظيم الأثر في نفوسنا.
ختامًا السلامة المروريّة.. معنى جميلٌ ينشده الجميع بل إنها أصبحت مطلبًا مُلحًّا في حياة مليئة بالمفاجآت أدعو الله تعالى أن تكون السلامة على الطريق هي الرفيق الدائم لكم، وأن يجنّبكم مخاطر الطريق.. أستودعكم الله.