علي بن عبدالله الكاسبي
تبذل شرطة عمان السلطانية جهودًا حثيثة في الحد من الحوادث المرورية سعيًا إلى تقليل الآثار المترتبة عليها، وقد تُرجِم هذا الجهد إلى خطوات عمليّة على أرض الواقع اتخذها القائمون على السلامة المرورية، وكانت مسابقة السلامة المرورية إحدى نتائج هذه الجهود المبذولة لإيصال الرسالة التوعوية إلى المجتمع للمساهمة في هذا الدور الوطني للحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق، ومراجعة النتائج المبذولة في هذا الجانب ليقوم المجتمع بدوره للتصدي لحوادث المرور والحد من آثارها.
ووقوفًا على أهداف مسابقة السلامة المرورية، فإنه من الواضح أنّ الجهات المختصة تسعى إلى تفعيل جهود المجتمع بمختلف فئاته لتعزيز السلامة المرورية للحد من حوادث المرور، وإشراك الوحدات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص وأفراد المجتمع للتعاون والعمل على نشر الوعي المروري، وحث المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص على تدريب وتأهيل مستخدمي الطريق، وتنفيذ مشروعات تخدم السلامة المرورية بالإضافة إلى إبراز الجهود المبذولة من قبل الوحدات الحكومية والمؤسسات الأهليّة والقطاع الخاص، والأفراد في الحد من الحوادث المرورية.
وقد أفرزت مسابقة السلامة على الطريق أعمالا مهمة نظرًا للجهود المبذولة لتفعيل الأهداف المرجوة، فقد فُعّلت المحاضرات التوعوية لدى الوحدات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص، وأخذت المؤسسات التعليمية سواء الحكومية والخاصة الجزء الأكبر من هذا الاهتمام لغرس المبادئ المرورية لدى الطلبة وإعطائهم الطرق الصحيحة للتعامل مع الحافلات المدرسية وعبور الطرق وآلية التعامل مع الدراجات وغيرها من وسائل السلامة.
وللوحدات الحكومية والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص دور في تعزيز أهمية مسابقة السلامة المرورية وتأصيلها لدى منتسبي تلك الجهات من خلال تنفيذ برامج لنشر الوعي المروري والمساهمة في تدريب وتأهيل مستخدمي الطريق في مجال السلامة المرورية ونشر ثقافتها وترسيخ متطلباتها للعاملين في المؤسسة ذاتها من خلال توصيل الرسالة المرورية للمجتمع الداخلي بالمؤسسة واعطائهم برامج خاصة وفعاليات توضح الطرق الآمنة للتعامل مع المركبة.
وقد ركزت مجالات المسابقة للولايات على الأعمال الهادفة إلى نشر الوعي المروري في الولاية للمساهمة في الحد من الحوادث المرورية وتنفيذ المشروعات الخدمية للمجتمع لتعزيز إجراءات السلامة المرورية وتنفيذ برامج توعوية ومعالجة الظواهر السلبية التي تسبب الحوادث المرورية. فقد وضعت لوائح إرشادية على الطرق تنادي بتجنب استخدام الهاتف النقال أثناء استخدام المركبة وتوضيح مخاطر العبث بالرسائل النصية أو ببرامج التواصل الإجتماعي. كما أن هناك سلوكيات أخرى تمت معالجتها عبر تلك اللوائح الإرشادية كتجاوز السرعات القانونية.
ومما لا شك فيه، أن هذه الجهود المبذولة من المجتمع ستخدمه طوال العام للتعامل مع القضية المرورية والقيام بالدور التوعوي الهادف إلى الحد من الحوادث المرورية والمشاركة الحقيقية الفاعلة للحفاظ على السلامة العامة ونشر السلامة المرورية وتدعيم ثقافة الإستخدام الآمن للطرق ووسائل النقل. باعتبار أن حوادث المرور قضية تهم الجميع يتطلب مواجهتها للحد منها وآثارها، وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع بما يكفل نشر الوعي والتثقيف المروري لكافة شرائح المجتمع.
وللأفراد دور مهم في نشر الوعي المروري بين أوساط المجتمع من خلال البرامج وتقنيات السلامة المرورية المبتكرة لتفعيلها وتقديمها للمجتمع باستخدام أفضل السبل والابتكارات الهادفة.
ختامًا فإن القضية المرورية مسؤولية الجميع أفرادًا، ومجتمعًا، ومؤسسات لتحقيق الهدف الأسمى “وطن بلا حوادث”.