مصطفى بن أحمد القاسم
مع بداية الأسبوع الحالي انطلقت فعاليات أسبوع المرور الخليجي (الثاني والثلاثين) والذي تشارك فيه شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور والتي تعمل على إيفاد كوادرها الى دول المجلس للاستفادة من الطرق والأساليب المستخدمة في الوعي المروري كون أن هذه الفعاليات تعتبر من الفعاليات والمناسبات التي تتركز فيها أنماط الوعي والثقافة المرورية بشكل أوسع وأعم ولا يكاد قائد مركبة إلا ويتفقد مركبته وأوراقه الثبوتية قبيل الانطلاق ويواجه ذلك من قبل عناصر شرطة عمان السلطانية على نقاط التفتيش أو الدوريات بالأريحية التامة كعادتها والعمل على التوضيح لمرتكب الخطأ المروري بصورة حضارية وتحرير المخالفات لا تتم إلا بشكلٍ لائقٍ ومتزن.
ولكن.. وفي هذه المناسبة مناسبة أسبوع المرور الخليجي (الثاني والثلاثين) يقودني إلى ما شاهدته ولمسته أمس الأول عند افتتاح المعرض المروري في الـ (سيتي سنتر) بالسيب والذي شهد حضوراً كبيراً منذ اللحظات الأولى لافتتاحه، فالذي يتابع مثل هذه المعارض المرورية التوعوية يتأكد بما لا يدعو مجالاً للشك بأن المجتمع العماني مجتمع مثقف ولديه الرغبة الكامنة في التعلم والاستيضاح لكل ما من شأنه المنفعة العامة والشخصية على حدٍ سواء ولذلك فإن معارض أسبوع المرور التوعوية ما هي إلا سانحة كبيرة وفرصة لا تعوض لزيارتها والتعرف على الأنظمة والقوانين المرورية والجديد في الإجراءات التي تتخذها شرطة عمان السلطانية للحد من الحوادث المرورية في المراكز والمجمعات التجارية.
ولذلك فان تكريس الجهود ومنح الوقت الكافي لكل قائد مركبة لزيارة هذه المعارض خاصة وأنها مكرسة هذا العام على الأخطار المحدقة بمستخدمي الهاتف أثناء القيادة والتهور في القيادة التي لا طائل منها سوى جر الأذى على نفسه خاصة إذا اقترن التهور ومع استخدام الهاتف ومتابعة وتبادل الرسائل، وأن الشعار جاء من الشخص نفسه وهو من يحدد قرار ومصيره ولذا فإن من الصواب عند القيادة هو عدم استخدام الهواتف النقالة إلا لحين الوصول إلى الوجهة المطلوبة والتقيد بالآداب العامة لقواعد المرور كون أن ذلك هو السبيل الوحيد للحفاظ على أرواح مستخدمي الطريق وممتلكاتهم بعد أن وصلت نسبة الحوادث المرورية وما رافقها من وفيات وإصابات إلى أرقام قياسية عالية وباتت هاجس المجتمعات العالمية ومن بينها المجتمع العماني الذي أولى هذه الظاهرة قيادة وحكومة وشعباً أهمية كبيرة واهتماماً لا حدود له.
واستطاعت شرطة عمان السلطانية وضع يدها على الجرح بتكاتف ومؤازرة كافة مؤسسات القطاعين العام والخاص وشرائح المجتمع من الوصول ومن خلال الحملات التوعية والثقافة المرورية إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع بشكل عفوي ويسير والاحتكاك المباشر مع الجماهير مما شكل دافعاً كبيراً لدى المتلقي من المجتمع وبعيداً عن الضغوطات بالتفاعل والاستفسار.
وعقب تنظيم العديد من المبادرات المرورية المجتمعية أشارت آخر الإحصائيات والتي قام بها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن نسبة الرضا عن الإجراءات المرورية بالسلطنة قد وصلت إلى 94% بين الجمهور، حيث أدت تلك الحملات والمعارض المرورية والفعاليات الأخرى كالندوات والمشاركات والمسابقات إلى انخفاض كبير في نسبة الوفيات بالحوادث المرورية والتي وصلت إلى 48% عما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام و14% في الإصابات و26% في نسبة الحوادث المرورية بشكل عام.
فالنتائج كثيراً مبشرة بالخير ورضا جماهيري أكثر استبشاراً وإجراءات مرورية حازمة وصارمة للحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق والوصول إلى الأهداف المرورية المنشودة ولم يتبقَ علينا جميعاً سوى الزيادة في التقيد بالقواعد المرورية وعدم استخدام الهواتف النقالة كي يصل ـ بعد مشيئة الله تعالى وتوفيقه ـ كل إلى مقصده ورافقت الجميع السلامة في الحل والترحال.