خميس بن علي البطاشي
تمثل الاحتفال بالمناسبات الوطنية، والاجتماعيّة مناسبة خاصة على قلوب من يعيشها، وعلى وجه الخصوص المناسبات الوطنيّة فيستعيد فيها المواطن ما تم تحقيقه في بلدهم من منجزات، يستشرفون بتطلعاتهم وآمالهم مستقبلاً أفضل، تنطلق منه بلادهم إلى مصاف بلدان العالم المتقدمة، ولعل مقالي يُسهب في الممارسات السلبيّة التي تعكس ضعف ثقافة الاحتفال بالعيد الوطني فالعيد الوطني فرصه لشحذ الهمم والطاقات لمواصلة السير بعزيمة أقوى وإرادة أمضى. العيد الوطني يمثل رمزًا وتذكيرًا للناس بوحدتهم وآمالهم وطموحاتهم.
إلا أنّ ما ينغص الفرحة بهذه الاحتفالات بعض السلوكيات والممارسات السلبية من قبل بعض الشباب، وللأسف أصبحت هذه الممارسات تحدث في المناسبات الوطنية والأعياد واحتفالات الفوز .. وغيرها. لنجد أن بعض الشباب يعبر عن فرحته بسلوكيات لا تمت بعادات وتقاليد هذا البلد الطيب، ولعل من أهم السلوكيات التي تم رصدها هي مخالفة الأنظمة المرورية والتجمهر، في وسط الشوارع والطرقات، والاستعراض بالرقص والغناء مسببين ازدحامًا مروريًا كثيفا، والتفحيط، وإطالة أصوات المسجل، ولبس ملابس غير لائقة، والسرعة الزائدة في الطرق الداخلية، بالإضافة إلى التعدي على المرافق العامة أو تشويهها وغيرها من السلوكيات، وقد تنبأت شرطة عمان السلطانية لمثل هذه السلوكيات فتم تكثيف التواجد الشرطي ونشر الدوريات، وتم التعامل بحزم مع مرتكبي مثل هذه الممارسات التي يأسف أن يراها الزائر لهذه البلد قبل المواطن والذي رسم في مخيلته صورة ذهنية طيبة عن هذا البلد وعن من يعيش عليها.
وكما أسلفت فأن هذه السلوكيات تتكرر مع كل احتفال بمناسبة معينة عاكسة ضعف ثقافة الاحتفال لدى بعض الشباب، وفهمهم الخاطئ لمعنى الفرح والتعبير عن حب الوطن، لتنقلب إلى تصرفات طائشة وشاذه قوامها التعدي على حريات الآخرين وإيذائهم، والتعدي على المرافق العامة وتعطيل الطرقات.
كما يلاحظ أن أغلب هذه التصرفات والسلوكيات صدرت من قبل مجموعة من الأشخاص وبالتالي فهي نتاج (السلوك الجمعي) كما يسميه علماء الاجتماع، فإذا اجتمع مجموعة من الأشخاص فأنهم يقلدون بعضهم في الفعل نفسه، بعكس لو كان يسير الشخص وحيداً فأنه لن يتجرأ على فعل هذه السلوكيات، بدلالة أن بعضاً من المشاركين في هذه التصرفات كانوا غير مقتنعين بما يفعلونه لكنهم انساقوا وراء تصرفات زملائهم.
وأيًا كان سبب ارتكاب هذا السلوك فإن أغلب افراد المجتمع لا يقره، كما لاقت هذه التصرفات استنكار كل من شاهدها وسمع عنها، وبالتالي قامت شرطة عمان السلطانية بدورها في المحافظة على النظام العام والأمن وحماية الأرواح والممتلكات وكفالة الطمأنينة والسكينة بالصورة التي رأتها مناسبة لمعالجة مثل هذه المواقف.
وباعتقادنا فإن علاج هذه السلوكيات لا تتأتي إلا بتكاتف وتعاون جميع مكونات المجتمع مع إجراءات الشرطة للقضاء نهائياً عليها، بداية من الأسرة التي يجب أن تبصر أبنائها بعيوب هذه السلوكيات، ومراقبة أبنائهم وإرشادهم دائماً إلى تبني سلوكيات صحيحة، والتحلي بقيم الأخلاق الحميدة، وأن تربي فيهم الطريقة المثلى للتعبير عن حبهم لوطنهم، وتبصيرهم بحرمة التعدي على حريات الآخرين، وتعريفهم بآداب الطريق.
كما تقع المسؤولية أيضاً على المدراس والكليات والجامعات لحث الطلبة على تبني سلوكيات حميدة لا تتعدى على عادات وتقاليد المجتمع، وكذلك وسائل الإعلام التي يجب أن تعمل على توعية المجتمع بالطرق والأساليب الحضارية التي يجب أن يسلكها أفراد المجتمع لكي يحتفل بأعياده الوطنية.