أحمد بن سعيد الراجحي
في لحظةٍ نشعـر أننا عاجزون أحيانًا عن القيام بأي دورٍ لإنقاذ إنسانٍ من حريقٍ شبّ داخل مركبة، والعجز هُنا يكمن في إغفالنا عن مطفأة الحريق، فإن هذه المطفأة تُعتبـر طوقَ نجاةٍ ودرعاً واقياً لمكافحة أي حريقٍ لا قدر الله، وأن المركبة يمكن إحلالُها بأخرى أما الإنسان فلا يعوّضه الفقدُ دومًا.
الصيف آتٍ، وسنشهد في قادم الأيام أجواءً حارة، ومن الأهمية بمكان أن نفتح النافذة التوعوية واسعًا لنتأمل من خلالها أدوات السلامة التي يجب أن تتوافر في مركبتنا ولعل أهم تلك الأدوات هي مطفأة الحريق التي يجب أن يعي سائق المركبة مكوناتها وأهمية استخدامها.
السلامة المرورية مطلب ينشده الجميـع، ولعل مقالي هو واحدٌ من تلك المطالب، لطالما توافرت لدي الثقافة المرورية ورأيت من الواجب عليّ أن أقدمها بين ناظريكم آملاً الأخذ بها، منها هذه الشذرات هناك أسبابٌ كثيرة لحرائق المركبات أوجز أربعة منها وهي الأكثــــــر شيوعًا:
1ـ نقص الماء في الرادييتر والذي يسمى المشع أو (خزان الماء) .
2ـ سوء عزل الأسلاك أو خطأ في وضعية شماعات الاحتراق.
3ـ تمزّق أنبوبة العادم.
4ـ تسرب البنزين من خلال أنابيب التغذية والخزان وفتحة التعبئة.
علينا اتباع الإرشادات المتوافرة في دليل المركبة وكل ما يُعنى بالسلامة المرورية لنتجنب احتراق المركبات، ومن المهم أيضًا إجراء الفحص الدوري والالتزام بالتوقف عن التدخين أثناء السياقة، وعلى وجه الخصوص عند تزويد المركبة بالوقود، فضلاً عن الامتناع عن ترك الأطفال بمفردهم داخل المركبة، خصوصًا إذا كانت في وضعية تشغيل، في حين يجب أن يقوم السائق بتركيب مطفأة الحريق بالمركبة، وفحصها كل ستة أشهر من قبل الجهات المعنية أو التدرب على كيفية صيانتها.
إذ تشير الدراسات والبحوث إلى أن شدّة المخاطر الكهربائية في المركبات تزداد عند قيام أشخاص غير مؤهلين بعمل التوصيلات الكهربائية للإضافات الجديدة في مركباتهم، مثل تركيب أجهزة الراديو، أو تركيب كشافات إضافية، مما قد يؤدي إلي زيادة الحمل على الدوائر الكهربائية.
كما تعتبر حرائق الوقود أكثر حرائق المركبات خطورةً وإتلافًا، وذلك بحكم طبيعة المواد البترولية، فعندما يشب حريق ـ بعد حادث تصادم سيارتين ـ تكون الخطورة التي تهدد الأرواح على أشدّها، خاصة إذا أدى التصادم إلى احتباس بعض الركاب داخل المركبة.
وتشير الاحصاءات المرورية الصادرة عن الإدارة العامة للمرور إلى ازدياد في عدد المركبات حيث بلغت إجماليًا ( 124556) مركبة حتى عام 2013م، وفي ذات العام بلغت الحوادث المرورية التي نتج عنها احتراق للمركبات (54) حادثا، راح ضحيتها العديد من الأبرياء حرقًا، وعجز الآخر عن إطفاء تلك المركبات في حينه لعدم توفر مطفأة الحريق .
وللتذكير تنص المادة (17) من قانون المرور على وجوب احتواء كل مركبة آلية على جهاز إطفاء مناسب صالح الاستعمال بشكل دائم الفقرة (12)، كما تنص المواد (35،36،37) من اللائحة التنفيذية على وجوب تزويد مركبات الأجرة، والحافلات، والشاحنات بجهاز إطفاء صالح الاستعمال يكون في متناول السائق.
ختامًا: أدعو الله أن تكون السلامة خير رفيق لكم وأن يجنبنا أخطار الطريق مع حرصي الشديد على تذكير سائق المركبة بضرورة اقتناء وتركيب مطفأة حريق في مركبته، واتباع تعليمات وإرشادات السلامة العامة .. أستودعكم الله.