سيف بن راشد الشهومي
هل تعرفون ماذا يقصد بالجريمة المزدوجة ؟ … نعم … ربما الكثير منكم قد يتسائل عن هذا المعنى الغامض بالنسبة لقائدي المركبات !
من الواضح والمعلوم أن الجرائم ذات العلاقة بالمركبات أصبحت تشكل خطراً كبيراً في زعزعة الأمن والأمان والاستقرار ناهيكم على أنها تمثل نشاطا إجراميا محكم التنظيم والتنفيذ وأصبح العالم بأسره يعاني من تفشي هذه الظاهرة وازديادها فالمركبات لا تسرق بدافع استخدامها فقط، وإنما يتم أيضا الاتجار بها لتمويل جرائم أخرى وهذا ما يسمى بالجريمة المزدوجة .
وتعرف سرقة السيارات بأنه الاستيلاء غير المشروع على السيارات فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة السيارات التي بدأت تشكل هاجسا للأجهزة الأمنية باعتبارها جريمة تهدد أمن المجتمع والأفراد بسبب الإهمال من قبل أصحاب هذه المركبات التي يتركونها سهلة المنال لهؤلاء اللصوص بتركها في وضع التشغيل أو ترك المفتاح على باب المركبة أو إعارتها لمن ينسخ مفاتيحها بالإضافة إلى أن الكثير يغتر بالاستتباب الأمني الذي تعيشه السلطنة ويترك سيارته في وضع التشغيل وهذه مخالفة يجب على الجهات المختصة أخذها بعين الاعتبار لأن هذا الاستهتار هو الذي يقود ضعاف النفوس للعبث بالسيارات، وهذا النوع يطلق عليه علماء الاجتماع “دور الضحية في ارتكاب الجريمة”.
وغالبا ما تكون جريمة سرقة المركبات جريمة مزدوجة، بمعنى أنه يتم سرقة المركبات لإستخدامها في ارتكاب جرائم أخرى مثل جرائم سرقات المحال التجارية أو المساكن أو استخدامها في جرائم النصب والاحتيال أو في جرائم القتل، وغيرها من الجرائم الأخرى، كنقل القنابل والمتفجرات وترويج المخدرات وغيرها من الجرائم التي تهدد حياة المواطن ويمكن أن تكون سرقة المركبة بقصد سرقة محتوياتها أو بيعها بعد تغيير معالمها بالتعاون مع بعض ضعاف النفوس بإعادة طلائها وتزوير مستنداتها أو فك أجزائها وبيعها كقطع غيار .
أسباب سرقة السيارات:
تعتمد سرقة السيارات على خطوتين متلازمتين وهما :
1 – خارجية : للتعامل مع السيارة من الخارج لفتح أبوابها ودخولها،
وبالنسبة لفتح أبواب السيارة فيمكن أن يتم باستخدام المفتاح الأصلي أو الاحتياطي أو عن طريق مفتاح منقول عن النسخة الأصلية، أو عن طريق استخدام مجموعة من المفاتيح تكون مصنعة بطريقة عشوائية تستخدم مع حساسية معينة في فتح الباب. كما يمكن فتح الباب من الداخل، أو الضغط علي زجاج أحد الأبواب وفتحه في حالة ترك مسافة منه مفتوحة.
2 – داخلية : وهي ما يسلكه الجاني لإدارة محرك السيارة حتى يمكن تشغيلها.
أما بالنسبة لإدارة محرك السيارة فيكون عن طريق استخدام المفتاح الأصلي أو الاحتياطي أو مفتاح مصطنع، أو بفك العلبة أسفل مفتاح التشغيل وعمل توصيلة كهربائية للأسلاك الموصلة ‘الكونتاكت’ أو بتوصيل سلك كهربائي من ‘بوبينة’ السيارة إلي البطارية.
وعليه فإن على الأسرة في هذا الجانب دور كبير وكذلك المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام على اختلافها والجهات المعنية يجب عليها المساهمة في التوعية بالإجراءات التي يجب على كل مواطن الأخذ بها والاسترشاد بالسبل المثلى لمحاربة سبل انتشارها وتثقيف المواطن وتوعية الشباب وخرطهم في الأعمال التطوعية وفي المجالات الثقافية والأمنية والاقتصادية والبيئية والتي تشجعهم على اتخاذ المبادرات وتعزز لديهم الولاء والانتماء.
ومن خلال هذا الموقع الإلكتروني الأمني الشامخ نناشد جميع المواطنين والمقيمين بضرورة التعاون والتكاتف وإعاقة مهمة السارق بوسائل مختلفة، ولعل أبسط هذه الوسائل ألا تترك مفاتيح سيارتك بالداخل أبداً، وأن تهتم بإغلاق الأبواب والنوافذ بشكل محكم، وهذا بالإضافة إلى الاستعانة بأجهزة الإنذار المختلفة التي تعطل مهمة السارق وتدفعه إلى الهرب بعيداً عن السيارة، وهذه الأجهزة مختلفة الأنواع والأغراض فبعضه يطلق صوت إنذاراً في حالة الشروع في سرقة أجزاء من السيارة مثل الإطارات أو جهاز التسجيل وفي حالة حدوث جريمة السرقة عليك أن تبادر على الفور بإبلاغ أقرب مركز للشرطة لضبط السارق وإحالته إلى العدالة .
ودمتم سالمين..