وهل تعي جيداًً مسؤولياتك تجاه نفسك وأسرتك ووطنك؟
إذا وجدت نفسك سائقاً وقائياً.. فهذا يعني أنك ملتزم بأخلاقيات السياقة السليمة على الطرق, وتراعي الأنظمة المرورية, وأن نظرتك السلوكية على الطريق هي نتاج تعلم إيجابي بنّاء, ولذا فقد ترسّخت لديك بشكل عادات حسنة, وذلك يعني أنك تجاوزت عادات الخطأ وأشكاله التي تقود عادة إلى إتخاذ قرارات خاطئة تترجم في الكثير من المواقف بسلوك خاطيء, خاصة وأن المواقف في الطرق تتغير بسرعة كبيرة, وما لم تتغلب عاداتك الحسنة على دوافع السلوك الخاطيء واللاشعوري لديك والتي تدفع بالفرد للخروج على الإنضباط فإن النتائج ستكون معروفة.
إن الأسباب والدوافع المؤدية في أغلب الأحيان إلى إرتكاب الحوادث والمخالفات متعددة, فمنها ما يتعلق بالدوافع الشخصية والنفسية التي تعد من العناصر الأساسية لإرتباطها الوثيق بأساليب السياقة الخاطئة, ومن عواملها السلبية ضعف الوعي وشيوع روح الإستهانة بالأنظمة, وعدم إحترام القوانين ومخالفتها, وإعتبارها قيوداًً للحرية الشخصية.
ليس فينا من لا يخطيء… والشخص الذي يعتقد أنه ليس عرضة للحوادث فهو على خطأ, فمن الممكن التعرض لإشكالات مختلفة على الطريق ناشة عن أخطاء قد يرتكبها الغير, وقد تتسبب غفلة بسيطة في تأخير الإستجابة لردة الفعل المناسبة في الوقت المناسب, وبالتالي تؤدي إلى عواقب وخيمة. فالسائق الوقائي هو من يحذر ويتوقع سلوك وتصرفات الآخرين من مستخدمي الطريق.
إن الإهتمام بالسياقة الوقائية يعتبر الأسلوب الأمثل من أجل البقاء, وكل وسائل الحماية والرقابة لا تؤتي ثمارها إلا بفضل مساهمة الإنسان, فالسائق أينما كان موقعه يجب أن يسهم مساهمة فعّالة في السلامة المرورية, ولا بد أن يكون كل سائق شرطي مرور على نفسه أولاً, ومن المؤكد أنه إذا تحلّى كل سائق بالقواعد والأنظمة المرورية وإستحضرها في ذهنه وتصرفاته في كل لحظة من لحظات سياقته للمركبة, وإلتزم بجوانبها التطبيقية أينما سلك من طرق, وتحمل مسؤولياته تجاه نفسه والآخرين من مستخدمي الطريق “سائقون وركاباً ومشاة” فإنه سيحقق السلامة وسيكون في مأمن هو وغيره, ولرفرت أجنحة السلامة على الطريق .. ودمتم سالمين.
المقدم/ مال الله بن صالح الصادري
رئيس قســـم التخطيط وتقييم الأداء
الإدارة العامة للمرور
منشور مجلة العين الساهرة فبراير 2014 – العدد 137