منى الأبرك
منذُ أيام وبالتحديد في يوم الجمعة الموافق 23/10/2014م، وتقريباً في حوالي الساعة الحادية عشر والربع مساءُ، تعرض ابن أختي لحادث مروري مروّع.
وبلطفٍ وكرم من الله سبحانه وتعالى، فقد أبقاه لوالديه ولنا، وخرجْ من مرحلة الخطر بعد 3 أيام، مرتْ علينا ما بين خوف ووجلْ وقلق! فقد كان حادثًا جسيمًا ومروع في ذات الوقت، تحطمت فيه السيارة إلى أجزاء صغيرة وتعرّض هو لضربات وكدمات وكسور مؤلمة وصعبة ولكن رحمة وقدرة الله فوق كل شيء.. (الحمد لله)
وحادث ابن أختي ليس هو الحادث الوحيد، ولا يكاد يمر يوم إلاّ ونسمع عن حادث سيارة راح ضحيته شاب أو شابة أو أسرة كاملة، تاركين الحسرة والوجع والحزن في قلوب ذويهم وأسرهم!
إن مجرّد سماع خبر وقوع حادث يصيبنا بالجزع، والخوف فكيف إذا كان الشخص الذي حصل له الحادث أبن أو أخ أو قريب! كيف سيعي سائقين السيارات وبالذات الشباب بأن أرواحهم (غالية)! وبأن آبائهم وأمهاتهم يموتون خوفاً وحزنا لمجرد تعرضهم للفحة برد ، فكيف إذا تعرضوا لحادث سيارة، نتجْ عنها كسور ورضوض وكدمات، والسبب تهورهم واستهتارهم بأرواحهم وأرواح الآخرين؟!
إن نسبة ارتفاع عدد الوفيات والسبب حوادث السيارات في تزايد كبير، فقد كشفت دراسة أجراها مركز قطر لدراسات السلامة المرورية بجامعة قطر “مؤخراً بأن عدد وفيات حوادث الطرق خلال ست سنوات في الفترة ما بين 2007 و 2012 بلغت حوالي 1289 حالة وفاة، وذلك بتكلفة إجمالية تُقدّر بـ أكثر من 17.6 مليار ريال قطري تقريباً. وشهدت هذه الفترة وقوع أكثر من مليون حادث بين حوادث بليغة وبسيطة”. (مقتبس)
السلامة المرورية ضرورية ومهمة، وخاصة على الطرقات السريعة. فكم التهمت السيارات من أرواح لشباب في أعمار الزهور. ودولتنا الحبيبة، لا تألوا جهدا في توفير وسائل الأمن والسلامة المرورية متمثلة في إدارة المرور.
لا أحد ينكرْ جهود القائمين على هذا الجهاز المهم والحيوي وما يبذلون في سبيل تحقيق الأمن والأمان، ولكن نحن بحاجة الى تكثيف الجهود وتضافرها من كافة المسؤولين بدءًا من البيت والأسرة، مروراً بالمدرسة والهيئات التعليمية والمساجد والنوادي الرياضية وانتهاءً بإدارة المرور والدوريات. فالكل لابد وأن يشاركْ ويضع بصمته في تحقيق الهدف وهو “السلامة المرورية مسؤولية الجميع”.
رسالتي الأخيرة، للشاب المتهور” تهْيّدْ.. فوالدك ووالدتك دوماُ في انتظارك.. وتذكر يالضنا “تراك .. غالي” .