خميس بن علي البطاشي
لا شك بأن الطلبة سيكونون رجال المستقبل، وبسواعدهم وبطاقاتهم يتحقق المستقبل الذي نريده ونأمله لبلدنا ، لذا أصبح لزاماً أن نتكاتف جمعياً في أن نجنب هذه الفئة من المجتمع كل ما يؤدي إلى تعطيل طاقاتهم ويحد من إمكانياتهم ويهدد سلامتهم سواء من الناحية الفكرية أو الصحية أو النفسية ، ولعل أهم ما يهدد سلامتهم هي الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها الأطفال ومن هم في سن المدرسة، حيث تبين الإحصائية الصادرة من شرطة عمان السلطانية لعام 2013م أن 94 حالة وفاة وقعت لأشخاص تراوحت أعمارهم من 0 – 15 سنة يمثلون ما نسبته 10% من مجموع حالات الوفيات ، كما أصيب العام الماضي 1386 شخصاً نفس الفئة العمرية، ويمثل ذلك العدد نسبة 13% من مجموع الإصابات التي نتجت عن الحوادث المرورية في ذلك العام.
هذه الحالة تضعنا أمام مسؤولية الحفاظ على سلامة أبنائنا الطلبة والطالبات الذين يستخدمون الطريق بشكل يومي طوال العام الدراسي، سواء كان الذي يستقلون الحافلات المدرسية أو الذين يذهبون مشياً على اقدامهم من وإلى المدرسة .
إن هذه المسؤولية يجب أن يتكاتف المجتمع بشكل عام على ادائها، فهي لا تخص جهة واحدة وإنما هي جهات متكاملة، فالأسرة يتركز دورها في توعية أبنائها وتبصيرهم بالمخاطر أثناء استخدامهم للطريق وتعليمهم احترام قواعد وأنظمة المرور، وأهمية يقظتهم وانتباههم أثناء سيرهم في الطرقات ، كما يجب على المدرسة أن تعلمهم قواعد وأنظمة المرور، وكيفية عبور الطريق، والصعود والنزول بانتظام من الحافلة، والتأكيد على الطلبة بأهمية الأخذ بجوانب ومتطلبات السلامة المرورية ، كما يقع على عاتق سائقي الحافلات مراقبة الطلبة أثناء صعودهم ونزولهم للحافلة، وأثناء جلوسهم فيها وتنبيههم عن ممارسة السلوكيات الخطرة كإخراج الأيدي، والالتزام بهدوئهم في الحافلة ليصلوا إلى منازلهم سالمين .
كما أن شرطة عمان السلطانية لم تغفل هذه الفئة من المجتمع ففي مطلع كل عام دراسي جديد يتم تسيير الدوريات بالقرب من المدراس للتأكد من انسيابية حركة المرور وعدم وجود ما يعكر صفو السلامة المرورية في تلك الأماكن، كما تنفذ إدارات المرور ومراكز الشرطة في جميع محافظات السلطنة محاضرات توعوية لأبنائنا الطلبة بالتعاون والتنسيق مع مدارسهم، بالإضافة إلى المدرسة المرورية للأطفال التي تستقبل عدد كبير من الطلبة في كل عام دراسي لتعليمهم قواعد السلامة المرورية التي تناسب سنهم، مثل تعريفهم بواقع المشكلة المرورية، وكيفية عبور الطريق بشكل آمن، وأهمية ربط حزام الأمان وأهمية الجلوس بهدوء داخل المركبة حتى لا ينشغل سائق المركبة بغير الطريق ، كما أن طلبة الثانوية تنظم لهم زيارة إلى معهد السلامة المرورية للتعرف على برامجه ومساهمته في جهود التوعية المرورية، بالإضافة إلى هذه الجهود هناك أيضا قافلة التوعية المرورية التي تجوب جميع محافظات السلطنة لتوعية أبنائنا الطلبة حيث تتكون هذه القافلة من ثلاث حافلات وهي عبارة عن قاعة محاضرات وقاعة عرض للأفلام التوعوية ، كما أن الحافلة الأخرى عبارة عن مكتبة تفاعليه يستطيع من خلاها الطالب أن يتصفح جميع موضوعات السلامة المرورية التي تناسب عمره . وهناك جهود كثيرة متنوعة تتبناها شرطة عمان السلطانية ليس هناك مجال لذكرها في هذا العمود.
كل هذه الجهود التي تبذلها مختلف الجهات تسعى في المقام الأول للمحافظة على سلامة أبنائنا الطلبة فهم أمل عمان وبناة مستقبلها وعلينا كمجتمع سواء كان مؤسسات حكومية أو خاصة أو أفراد أن نحافظ عليهم ونجنبهم كل ما يهدد سلامتهم وليحفظ الله الجميع من كل مكروه .