أُصبت بكسر في العمود الفقري أقعدني على كرسي

السلام عليكم.

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

وددنا أن نعرف ما حصل لك في الحادث الذي تعرضت له ونحن بكل أسف شديد لا نريد أن نذكرك بما حصل لك.

بالعكس تشريف وانأ فخور وسعيد بقربكم مني وأنا اشعر بهذا الاهتمام وأشجع بأمانة على هذا الحوار والبناء.

نشكـــــــرك على هذه الروح العالية التي تجعلنا نحن أيضا نشعر بحياتك أنها تسير بشكل طبيعي وأنك لا تعاني من أي شيء رغم ما أصابك جراء هذا الحادث الأليم حدثني قليلاً عن بداية انطلاقتك ووجهتك وكيفية وقوع الحادث لك ومن كان معك داخل السيارة أثناء توجهك.

والله بأمانة كنت أنا ومعي أخي سعيد متوجهين إلى مستشفى عبري المرجعي لزيارة والدنا الذي أرقد على السرير داخل المستشفى لتعرضه لوعكة صحية وكنت أنا من يقود المركبة عندما اقتربنا من مثلث التقاطع المؤدي إلى العارض شارع عبري العارض تفاجأنا بصراحة دخول شاحنة من نوع قاطرة ومقطورة تدخل باتجاه العارض كانت قادمة من عبري ومتجه إلى العارض ( للداخل) وكما هو معلوم أن في هذه الحالة تكون قد قطعت الطريق أمامنا وسرعان ما أخذت الفت نظر سائق الشاحنة بالإنتباه لقدوم مركبتنا عن طريق الأنوار الأمامية للمركبة وجهاز التنبيه لمركبتنا ( البوق ) حتى لا نصطدم به ولكن لا حياة لمن تنادي لم يأخذ سائق الشاحنة بتنبيهاتنا له و حصل ما لم نكن نتوقعه واصطدمنا بالشاحنة ومنذ لحظتها فقدت الوعي وأدخلت إلى المستشفى أنا وأخي سعيد حسب ماتم إفادتي بما حصل لي بعد الحادث بشهرين , حيث أن أخي سعيد كانت إصابته بسيطة ربما جروح تشافى منها ولله الحمد وأخرج من المستشفى مباشرة لم يدم طويلاً وها هو الآن يمارس أعماله الوظيفية بكل نشاط وهمة عالية، أما عن حالتي أنا فقد أصبت بكسر في العمود الفقري ( الفقرتين الرابعة والخامسة ) رسمت دموع عيني على خدي لوحات من الحزن والآسى والحسرة والندم بعد تلك الإصابة , ليس بالشيء الهين يا أخوي سيف أن تقعد على كرسي متحرك مدى الحياة ولكنني مؤمن بأن الله ربي يحبني كثيراً وما كتبه وقدره لي كانت محبة منه فالحمد لله على كل حال.

كيف تشعر نفسك الآن هل تجد أن الكل قريب منك وأنك تعيش حياة طبيعية أم مازالت في مخيلتك جزء تبقى مما حصل لك.

ما حصل لي هو من عند رب العالمين والتقارير أوضحت بأنني سأظل على هذا الحال فلماذا نفكر ونحزن فما حدث حدث ولن يتغير فيه شيء وهذا مقدر ومكتوب ولكن ما افكر به وسأظل أفكر فيه هو كيف أنني أستطيع أن أصيغ رسالة اعتبار لإخواني قائدي المركبات حفظهم الله أينما كانوا لكي يتوخوا الحذر في الشارع والتقيد بقواعد المرور حفظاً من الشرور وأنا الآن سعيد جدًا بهذا الحوار الذي أجريته معي وفخور بكم فعلاً نحن بحاجة لهذا الاهتمام وأن وجودكم معنا يرفع من عزيمتنا ويحقق لنا الدافع الأكيد حتى نواكب الحياة ونعيش حياة طبيعة آمنة بعونه تعالى.

كلمة أخيرة توجهها لمن تريد أن تصل كلماتك لهم .

أشكركم على هذه الفرصة التي من خلالها أستطيع أن أرسل كلمات لمن هم على قيد الحياة ويرفلون بثوب الصحة والعافية أدامها الله عليهم يا رب وسأوجه رسالتان وهما: الرسالة الأولى: إلى كل أخ عزيز وصديق إلى كل أخت طاهرة، إلى كل أب حنون، إلى كل أم حنونة، إلى كل من زرع ابتسامة في هذه الحياة ولا يريد أن يطفئها، إلى كل من رسم السعادة في حياته ويتمناها أن تدوم.

عليكم التقيد بقواعد وأنظمة المرور وقيادة المركبة بدون تعجل وسرعة وتأكد أن وصولك متأخراً خير لك من أن تصل محمول على محفة وأن ابتسامة أطفالك .. أطفالك .. أطفالك .. أهلك.. ذويك .. لا تطفئها بحادث أليم!!

الرسالة الثانية إلى كل متهور مغرور ,,, إلى كل يتصف بالطيش ,,, إلى كل من يعشق السرعة الجنونية ,,, إلى كل من لا يبالي بحياة الآخرين ومستخدمي الطريق ,,, إلى كل من يشعر بأن الطريق ملك له ويقود مركبته لا مبالياً ويأخذ حريته في الشارع دون الإلتزام بأنظمة المرور ,,, إلى كل من فقد الضمير والإحساس بمآسي الأخرين ,,, إلى كل من حضر مواراة جثمان عزيز لديه كان ضحية حادث مروري مروع ولم يعتبر ,,, إلى كل عماني غيور على دماء وطنه ,,, إلى كل مستخدمي الطريق أينما كانوا …

رحمة ورأفة بالأبرياء ! رحمة ورأفة بأهل من نزفت دمائهم الغالية ! رحمة ورأفة بالأطفال الرضع ومن هم بين السنة والعاشرة في عمر الزهور ! رحمة ورأفة بأنفسكم وأهليكم ! رحمة ورأفة بمن غلقت منازل ذويهم بالكامل جراء حوادث السير ! رحمة ورأفة بدماء عمان !! الحذر الحذر كل الحذر من حوادث السير لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

اللهم احفظ لنا عمان وقائدها الملهم الأبي جلالة السلطان المعظم وأبنائها وأدم عليها نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية واحفظ شبابها وبناتها وأطفالها من شرور الحوادث وجنبهم المآسي يا رب العالمين.

شكرًا جزيلًا لك وأشكرك حقيقة على هذه الهمة العالية فيك وأنا معجب بك وبشخصيتك ونفسيتك السعيدة والواثقة.

شكرًا لكم من أعماق قلبي بأمانة فخور واشعر بسعادة تغمرني وأنا اشعر بهذا الاهتمام من أبناء بلدي وبمثل هذه الحالات ولتدرك أخي سيف أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه وفقكم الله تعالى وسدد على طريق الخير خطاكم وحفظكم وحفظ عمان الخير والنماء تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه .

العفو يا راشد هذا واجب ونحن جميعًا يدًا بيد للحد من حوادث السير حقناً للدماء حفظكم رب العزة والجلال واصبغ عليكم نعمة الأمن والأمان والصحة والعافية والعمر المديد انه سميع مجيب.