ورد بالتقرير الذي نُشر قبل أسبوع في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن كثيرًا من الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، خاصة بالأماكن الباردة والمتجمدة، يقومون بإحماء سياراتهم في الصباح لدقائق قبل القيادة، من خلال إدارة محركات السيارة، معتقدين أن هذا يساعد السيارة على السير في فصل الشتاء، حتى إن من يمتلكون أجهزة تحكم في السيارات عن بُعد يقومون بتشغيل محرك السيارة فور استيقاظهم لحين خروجهم من المنزل.
ووفقًا لدراسة أميركية تعود للعام 2009، فإن الأميركيين يقومون بتسخين سياراتهم لمدة 5 دقائق في المتوسط، إذا كانت درجات الحرارة أقل من 32 درجة.
وككثير من المفاهيم المغلوطة، فإن فكرة إحماء السيارة في الشتاء بدأت بنواة من الحقيقة، وهي أن السيارات تكون أكثر استهلاكًا للوقود خلال الطقس البارد، وتصبح أقل كفاءة في استخدام الوقود بنحو 12% على الأقل، وذلك وفقًا لوزارة الطاقة الأميركية ووكالة الحماية البيئية الأميركية.
فإذا استمرت عملية إحماء السيارة نحو 5 دقائق، يرتفع استهلاك الوقود بنسبة تتراوح بين 7 و14%، وإذا استغرقت عملية الإحماء نحو 10 دقائق، يزيد استهلاك الوقود بنسبة تمتد بين 12 و19%.
علاوة على أن الطقس البارد يجعل محرك السيارة يستغرق وقتًا أطول للإحماء والوصول إلى درجة الحرارة المثلى للقيادة.
وفي هذا السياق، يقول خبراء صناعة السيارات إن مقولة ضرورة الإحماء تصدق على السيارات القديمة والتي تم إنتاجها في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، والتي تعتمد على المازج «Carburetor» وهو كاربوريتور أو المكربن، والذي يخلط الهواء مع الوقود قبل ضخ المزيج لمحرك الاحتراق الداخلي، بحيث إن تجنب عملية الإحماء قد يؤدي إلى تعثر السيارة في مكانها.
أما بخصوص السيارات الجديدة، فقد جنّبها نظام الحقن الإلكتروني للوقود عملية الإحماء، فعند دوران المحرك في الجو البارد يرسل حساس درجة الحرارة إشارة كهربائية إلى وحدة التحكم الإلكتروني التي تتحكم في فتح صمام التشغيل على البارد فيبدأ بحقن الوقود في مجاري السحب وفي الوقت ذاته يمرر الهواء بوساطة صمام يحدد كمية الوقود الداخلة وفقًا لدرجة حرارة المحرك.
وتوصل خبراء السيارات إلى أن عملية الإحماء يجب ألا تستمر لأكثر من 30 ثانية قبل قيادة السيارة في فصل الشتاء، وأنه من الأفضل أن يتم إطفاء محرّك السيارة وتشغيله من جديد مقارنة بتركه يسخن والسيارة في مكانها لا تتحرك.