للشيخ : ناصر بن عمر العمر.
جولة بسيطة في أيّ شارع من شوارعنا لا تحتاج لعناء لنجد كومًا هائلاً من المخالَفات المروريّة، فهذا مسرِع بل الأغلبيّة مُسرِعون، وذلك مُعاكس للسّير، وهذا يقف وقوفًا خاطِئًا، وآخرون واقفون في وسَط الطريق للسّلام، وآخر قاطع لإشارَة المرور، وذلك لا يعرِف حرمةً لإشارات الوقوف، وهؤلاء مراهِقون يفحطّون، وآخرون قد أزعجوا من حولهم بأصوات الموسيقى ..
أما بعد: فسوف أطرح عليكم بعض الأرقام أرجو أن تكون معبِّرة عن نفسِها:
تقول الإحصاءات المرورية في السعودية: إن هناك إنسانًا يموت كل ساعتين نتيجةً لحادث مروريّ، وإن هناك حوالي ثمانية مصابين خلال هاتين الساعتين، أي: أنه خلال السنة يموت لدينا أكثر من أربعة آلاف شخص، ويصاب أكثر من اثنين وثلاثين ألفًا آخرين، وخلال السنوات العشر الماضية توفي في الحوادث المرورية لدينا في المملكة أكثر من أربعين ألفًا، وأصيب أكثر من ثلاثمائة واثنين وثلاثين ألفًا آخرين بإعاقات دائمة.
أرجو -معاشر المؤمنين- أن تتأمّلوا في هذه الأرقام عن بلدنا، حيث تقدَّر الخسائر المادية سنويًّا بحوالي عشرين مليار ريال. والسؤال -أيها المسلمون-: لماذا وصلنا إلى هذا الحال؟!
ما دار بخلدي يومًا أن أخطب الجمعة في هذا الموضوع، فكان هناك من وسائل الإعلام والنشرات ما هو قائم بهذا الدَّور، ولكن مثل هذه الأرقام تجعل من الواجب أن يتحدَّث الواعظ والخطيب عن هذه الأمور التي تمسّ حياتنا اليومية، وديننا الحنيف لم يترك شاردة ولا واردة إلا وكان له فيها توجيه، أَهانت علينا الدماء إلى هذه البساطة؟! في كل ساعتين عشرة! كم من عائِلة فقَدت أبناءها أو تيتَّمت ذرّيّاتها أو هم على الكراسي، فهذا فقد بصرَه، وذاك فقد قدمَيه، وآخر يده، وآخر فقد القدرة على الحركة، وآخرون لم يجِدوا إلا باطن الأرض. لو كنا في معركة حربيّة وكنا نفقد هذه الأعداد لكانت فاجعة، ولعُدَّ هذا من الهزيمة، ولقد حارَبَ أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع النبيِّ عشر سنوات وكان هناك مائة شهيد فقط وهم من أفضل الشهداء عند الله، ونحن في عشر سنوات نفقد عشَرات الألوف تحتَ هذا الحدِيد الذي لا يرحم.
يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 5-8].
هذه نعمة ربكم عليكم، فيومَ أن كان الإنسان يقطع للشام أو اليمن شهرًا وأكثر يقطعه اليوم في ساعات، فسخّر لنا الله هذه المراكب، فهي نعمة علينا واجبٌ شكرها، يقول الحق -تبارك وتعالى-: (لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ).
هذه نعمة الله عليك أن هيّأ لك مركبًا تغدو به وتروح وتقضي به مصالحك، وانظر إلى حالك وقد فقدت هذه النعمة فأصبحتَ تحتاج إلى هذا وذاك، أو تستأجر سيارة لأخذك إلى أين تريد، أفلا نشكر نعمة الله علينا؟!
جولة بسيطة في أيّ شارع من شوارعنا لا تحتاج لعناء لنجد كومًا هائلاً من المخالَفات المروريّة، فهذا مسرِع بل الأغلبيّة مُسرِعون، وذلك مُعاكس للسّير، وهذا يقف وقوفًا خاطِئًا، وآخرون واقفون في وسَط الطريق للسّلام، وآخر قاطع لإشارَة المرور، وذلك لا يعرِف حرمةً لإشارات الوقوف، وهؤلاء مراهِقون يفحطّون، وآخرون قد أزعجوا من حولهم بأصوات الموسيقى.
هذه مشاكل قد أَعيَت المسؤولين، والحل عندكم -معاشر المسلمين-، الحل أن نبدأ بأنفسنا فنخطّئها، لماذا لا نلزم أنفسنا من اليوم باتباع قواعد المرور؟! إن اتباع قواعد المرور وتعليماته ليست من الأمور المستحبّة، بل هي من الواجبات، وكل من خالفها فهو آثم، هذه حقيقة لا بد أن نعلمها جميعًا، كلّ من خالف تعليمات المرور وهو عالم غير جاهل مختار وغير مضطر فهو آثم، ويكبر الإثم كلّما كبر الخطأ. أفتى بذلك كل من أعرف من كبار العلماء أمثال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ العثيمين -رحمهما الله- وغيرهما كثير.
فالطرق هي مسالك الناس إلى شؤونهم، وتعليمات المرور هي تعليمات دوليّة مبنية على دراسات واحتياطات، ومخالفَة هذه التعليمات يسبّب المصائب والنكبات، يقول -صلى الله عليه وسلم- في إعطاء حق الطريق: “غضّ البصر وكف الأذى”. فالمسلم ينبغي عليه أن يكفّ أذاه عن الناس، ولا شك أن بعض السائقين يؤذي الناس حينما يقود بتهوّر، سواء اصطدم بهم أو أربكهم وأفزعهم، ولا شكّ أن السائق يؤذِي غيره حينما يقطع الإشارة، سواء نتج عن هذا حادث أم لا، فعلى الأقل نتج عن هذا السلوك أخذ حق الغير والاعتداء عليهم، ولا شك أن من يعكس اتجاه السير قد آذى عباد الله، ولا شكّ أن من وقف وقوفًا خاطئًا قد آذى عباد الله، ولا شك أن من فحّط بسيارته قد آذى نفسه وغيره، ولا شك أن من رفع صوت مسجّل سيارته قد آذى الله والملائكة والمؤمنين والناس أجمعين.
هذا الإيذاء -معاشر المسلمين- لا يشك عاقل في أنه سيئات تكتب على العبد، فنسأل الله السلامة، والبعض ربما لم يتبيّن له ذلك، يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)، ويقول الله -تبارك وتعالى-: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ)، وقال في وصف عباد الرحمن: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا). فالسكينة السكينة يا قائد السيارة، فهذا حديد لا يرحم، وخطأ واحد يكلّف مآسي لا تندمل.
قديمًا قالوا في عبارة جميلة: إن القيادة فنّ وذوق وأخلاق، وهي مقولة صحيحة يا ليت كل سائق يتصف بها فيكون لا أقول: قائدًا متحضرًا، بل قائدًا مسلمًا، فليست المهارة في السرعةِ والتفحيط وأشياء من هذا القبيل، ولكن حسن القيادَة في حسن التصرف والهدوء والرويّة وتجنّب الوقوع في المهالك أو إيقاع الآخرين بها.
والذوق يتجلّى في إكرام الآخرين حينما تترك حقَّك في العبور لغيرك، فيكون هذا ذوقًا منك ولطفًا وكرامة.
والأخلاق في القيادة تتجلى في أمور كثيرة، تتجلى أخلاقك في الوقوف الصحيح، وإذا أحببت أن تنظر للوقوف الصحيح فانظر إلى السيارات بعد الصلاة كيف تكون، فالبعض يضيق الطريق أو يغلق المكان على سيارة أخرى يقف أمامها أو خلفها، كلّ هذا حتى لا يمشي عدة خطوات أخرى، وهكذا تجد الناس وقوفًا بشكل مقزّز عند متجر مكوَّمين لا يريد أحدهم أن يقف على بعد أمتار أخرى أبعد، هذا أبعد ما يكون عن الأخلاق.
سوء الأخلاق تتجلى في التلاسن والبصق عند ورود أيّ خطأ، فتجد السباب والشتائم واللعن والبصق، فأي أخلاق إسلامية هذه التي ننتسب إليها؟!
أيها المسلم، يا من أعطاك الله هذه النعمة وساقها إليك: لماذا تجحد هذه النعمة؟! لماذا يستعمل البعض هذه السيارة فيما يغضب الله؟! هذه السيارة التي تقودها تذهب بها إلى مكان مشبوه فتتعاطى به المسكرات، تقودها بعيدًا عن أعين الناس وأعين رجال الأمن، ولكن أين تذهب من رقابة الله لك؟! وأنت يا من زيّنت سيارتك وعطرتها لتذهب بها إلى موعد غرامي أو لتتصيّد من بنات المسلمين من استهواها الشيطان: أين أنت من رقابة الله لك؟! يا من تتراقص على أغنية أعجبتك فتتمايل طربًا يمينًا وشمالاً بهذه السيارة: ألا تتقي الله في نفسك؟! ألا تتقي الله في صحتك؟! أيغرك هذا الشباب وهذه الصحة وهذا المال في جيبك وهذه السيارة التي سخّرت لك؟! فبئس ما تفعل، ألا تشكر الله على النعمة والصحة والعافية؟! أهكذا تعامل نعمة الله عليك بالفسق والفجور؟!
كم سببت السرعة وقطع الإشارات وعدم تفقد السيارة والتهاون في إصلاحها من مآسٍ، إن النفس إذا أتلفت بالموت نتيجة حادث سيارة كان المتسبب السببَ في إخراج هذه النفس من الدنيا وحرمانه من التزود بالعمل الصالح، وكان سببًا في حرمان أهله وأصدقائه وجيرانه ومجتمعه منه، وكان سببًا في ترميل زوجته إن كان ذا زوجة وتيتيم أولاده، وكان مستحقًا عليه فوق ذلك دية مسلّمة إلى أهله إلا أن يصدّقوا، وإذا كانت أكثر من نفس زادت هذه المسؤولية وهذه الديات، وإن كان البعض قد استرخصوا الدماء وأصبحت لا تهمهم ولا يأبهون لها لأن هناك من سوف يدفع عنهم، ولكن يبقى هناك حق لله الذي لا يمكن التنازل عنه وهو الكفارة بصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما يومًا واحدًا إلا من عذر شرعي، فلو أفطر يومًا واحدًا دون عذر شرعي وجب عليه إعادة الصوم من جديد، فلو كان المتوفى بالحادث أكثر من واحد كان الواجب عليه في الصيام شهرين عن كل نفس، فإن كانا اثنين كان الصيام أربعة أشهر، وإن كانوا ثلاثة كان الصيام ستة أشهر، وهكذا لكل نفس شهران متتابعان.
إن من سوء الأخلاق وخبث الطوية أن يهرب إنسان من خطأٍ ارتكبه بسيارته، بعضهم قد يصدم سيارة واقفة فيذهب وكأن شيئًا لم يحصل، بعضهم قد يدهس إنسانًا أو يكون هو المتسبّب في الدهس فيهرب، ألا يظن هؤلاء أن الله لا تخفى عليه خافية، وأن الله بالمرصاد ودعوة المظلوم ليس بينها وبين ربك حجاب؟!
اعتاد كثير من الناس عند مشاهدتهم لحادث في الطريق الوقوف والتجمهر في عادة سيئة قبيحة، كل يريد أن يشاهد لكي يحكي في المجالس ما رأى، وليشبعوا فضولهم على حساب تعطيل الطريق، ولو طلب من أحدهم مساعدة لتراجع عن ذلك.
فاتقوا الله -عباد الله-، وكونوا أصحاب أخلاق وذوق في القيادة، اعكسوا جمال الإسلام بتصرفاتكم، فنحن أحق بالأخلاق من غيرنا.
معاشر الشباب، يا زهرة شباب الأمة: الأخلاق الأخلاق، والسكينة السكينة، اعرفوا نعمة ربكم عليكم، واشكروها له، وكونوا شبابًا تفخر الأمة بكم وبأخلاقكم.
أيها المسلم: إذا ركبت سيارتك فإن هناك توجيهًا قرآنيًا وأدبًا نبويًا، جيءَ لخليفة المسلمين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: “بسم الله”، فلما استوى على ظهرها قال: “(سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ)”، ثم قال: “الحمد لله الحمد لله الحمد لله”، ثم قال: “سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”، ثم ضحك -صلى الله عليه وسلم-، فقيل له: يا أمير المؤمنين: من أي شيء ضحكت؟! فقال: رأيت النبي -صلى الله وعليه وسلم- فعل مثل ما فعلت ثم ضحك، فسألته فقال -صلى الله وعليه وسلم-: “إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال: اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري”.
أقول قولي هذا…
الخطبة الثانية:
يقول الله -تبارك وتعالى-: (وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا * وَابْتَلُواْ اليَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ…) الآية.
هذه الآية نزلت في شأن الولي القائم على اليتيم، ولكنها تشمل كل من كان تحت يده صبيان، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالله -عز وجل- يطلب منا -معاشر المؤمنين- أن لا ندفع بأموالنا التي جعل الله فيها مصالحنا الدينية والدنيوية للسفهاء، والسفيه هو الذي لا يحسن التصرف بالمال.
ولا شك -عباد الله- أن السيارات هي من أنفس الأموال؛ لأنها تكلف الشيء الكثير، ودفعها للسفهاء من الصغار مخالفة صريحة للقرآن الكريم؛ لأن السفيه سوف لا يحسن التصرف بهذه السيارة، فمن عادته السرعة أو التفحيط أو التهور في القيادة أو فقدان السيطرة على السيارة في المواقف المفاجئة أو إهمال السيارة حتى يلحقها الأذى والضرر.
والملاحظ أن كثيرًا من الآباء اليوم يدفعون بسياراتهم لأبنائهم أو شراء سيارات جديدة لهم، إما تحت إلحاح الولد أو أمه، وإما برغبة الأب في أن يريحه ابنه من بعض المهمات، ويكون ذلك على حساب ما ذكرنا من حصول مصائب أو مضايقات وإزعاج للناس، فما الحل السليم السديد في هذا؟!
لقد ذكر الله الحل السليم والسديد وهو ربط دفع الأموال سواء للسيارة أو غيرها بأن يكون هذا الولد رشيدًا، قال تعالى: (وَابْتَلُواْ اليَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ) أي: سن البلوغ والرشد والتكليف، فماذا قال الله؟! هل نعطي اليتيم ماله وهو ماله وحقه؟! هل نعطيه الآن المال إذا بلغ هذه السن؟! لا، ولكن قال: (فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ).
فهذه الآية تضمنت أمرين لدفع الأموال للصغار إذا كبروا، الأول: اختبار هؤلاء الأولاد وامتحانهم وتجريبهم، فإن أثبت الابن أنه رشيدٌ وعاقلٌ ومتزن يحسن التصرف حين ذلك ندفع إليه المال، فقد غدا رجلاً، وإن امتُحن فكان فيه طيش ولا يحسن التصرف فهذا يؤجّل دفع المال له حتى يكون رشيدًا، وهذا لا يوجد سن تحكمه، والغالب اليوم في الأمور الرسمية أن الابن إذا بلغ الثامنة عشرة سمح له بحمل رخصة القيادة، ولكن ليس المهم أن يجتاز الابن اختبارات رجال المرور، ولكن الأهم من ذلك كيف يتصرف إذا جلس خلف عجلة القيادة، هل يعرف قيمة الذي يركبه ويقدّره ويحافظ عليه وعلى نفسه وعلى ممتلكات الآخرين وأرواحهم، أم أن به طيشًا واستهتارًا ولا مبالاة، فلا يحافظ على سيارته التي أعطيت له ولا يهتم بمشاعر الآخرين وحقوقهم؟! هذا كله لا بد للآباء إن أرادوا السلامة أن يتخلّقوا بأخلاق القرآن عسى الله أن يجعل من أمرهم يسرًا.
ثم صلوا وسلموا…
……………………………………..
منقول : ملتقى الخطباء – ركن الخـــطب