الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا عَمِيمًا، جَعَلَ لِلنَّاسِ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَكَرَّمَهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَكْرِيمًا، القَائِلِ سُبْحَانَهُ: ] وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً [([1])، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ كَرَمِهِ وَامتِنَانِهِ، وَنَسْأَلُهُ مِنْ وَاسِعِ فَضْـلِهِ وَرِضْوَانِهِ، وَنَسْـتَغْفِرُهُ مِنَ المَآثِمِ وَالسَّيِّـئَاتِ، وَنَسْأَلُهُ اللُّطْفَ فِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ وَالأَوقَاتِ، وَالسَّلامَةَ مِنْ حَوَادِثِ الأَيَّامِ وَمَخَاطِرِ الطُّرُقَاتِ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الهَادِي الأَمِينُ، المَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَهِدَايَةً لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّـبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ وَاهتَدَى بِهَدْيِهِمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
نَسْمَعُ كَثِيرًا عَنْ فَوَاجِعِ الحَوَادِثِ وَمَصَائِبِ الطُّرُقَاتِ، تَتَعَدَّدُ الأَسْبَابُ وَتَتَنَوَّعُ المُلابَسَاتُ، وَتَبْـقَى النَّتِيجَةُ المُرَوِّعَةُ، أَرْوَاحٌ تُزْهَقُ عَلَى الأَرْصِفَةِ، وَدِمَاءٌ تَسِيلُ، وَأَنْفُسٌ يَتَخَطَّفُهَا المَوْتُ قَبْـلَ أَنْ تَصِلَ مُبْـتَغَاهَا ..
——————————————————–
([1]) سورة النساء / 29 .