مصطفى بن أحمد القاسم
توجت شرطة عمان السلطانية بالأمس ممثلة بالإدارة العامة للمرور كأفضل مؤسسة عربية رائدة من فئة الأمن والسلامة في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الدورة الثانية لقمة رواد التواصل الإجتماعي العرب التي عقدت في دبي. هذا التتويج لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة جهود مضنية بذلتها شرطة عمان السلطانية في مجال الأمن والسلامة، خاصة السلامة المرورية التي باتت تقض مضاجع المجتمعات العربية والعالمية والأرقام المهولة من الضحايا التي تذهب مصحوبة بالخسائر المادية والبشرية والممتلكات. وما تنظيم حملات التوعية والتثقيف المرورية المستدامة إلا هدف من اهداف شرطة عمان السلطانية للوصول الى أقل نسبة من الحوادث المرورية والوفيات وهذا ما تحقق فعلاً خلال سنوات قليلة من عمر الحملات المرورية. لذا فقد حظيت هذه الحملات في مجال الأمن والسلامة على اجماع لجان التحكيم في قمة رواد التواصل الإجتماعي العرب التي نظمتها إمارة دبي برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي. وتلقى حملة التوعية “سياقة بدون هاتف” والتي اطلقتها شرطة عُمان السلطانيّة مُمثلة بالإدارة العامة للمرور منذ 15 مارس 2016م والتي تقدم الكثير من النصائح والإرشادات الخاصة بضرورة واهمية عدم استخدام الهاتف أثناء السياقة، والتركيز على الطريق اثناء القيادة، مستهدفة مواقع التواصل الاجتماعي كي تعم الفائدة على أكبر عدد ممكن من مستخدمي هذه المواقع، حيث بلغت الاحصائية الاخيرة لمتابعي هذه الحملة (735117) مشاهدة ومتابعة حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي وبمتابعة مستخدمين لأكثر من 15 دولة عربية. ومن خلال التعليقات والآراء التي يبديها المتابعون يتأكد مدى الدور الكبير الذي تقوم به مثل هذه الحملات الارشادية مرورياً وما حققت من مستويات عالية من الرضا والاستحسان لدى المتابعين وتعميق الثقافة المرورية لدى كافة شرائح المجتمع، وصلت إلى قناعة بأن للهاتف دوراً رئيسياً مؤثراً في وقوع العديد من الحوادث المرورية، بعد أن قامت الادارة العامة للمرور بتعزيز هذه القناعة بمعطيات عديدة من أهمها رصد الكثير من المخالفات المرورية على بعض سائقي المركبات بسبب استخدام الهاتف أثناء السياقة، وكذلك من خلال دراسة متفحصة لمُسببات الحوادث المرورية التي وقعت والتي كان من بين ابرز هذه المسببات الانشغال بالهاتف أثناء السياقة. صحيح أن هناك الكثير من الأشخاص ما زالوا يستخدمون الهاتف اثناء السياقة والبعض منهم يتم تحرير مخالفة له جراء هذا استخدام الا ان المهام الملقاة على عاتقنا جميعاً أكبر بكثير مما يتوقعه مثل هؤلاء الاشخاص الذين نعتبرهم غير مبالين بالقوانين والانظمة المرعية مرورياً وهي من الحملات التوعوية المستدامة التي تقوم بها شرطة عمان السلطانية. ووفق الاستطلاعات الميدانية والحديثة للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول السلامة المرورية تناولت أسباب استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة، والتي ابرزت أنّ النسبة الكُبرى لأسباب الاستخدام هي تلقي مكالمة هاتفية، وبعدها إجراء المكالمات، ثم قراءة الرسائل النصية كونها تعد من أكثر الأمور التي تساهم في تدني مستوى تركيز السائق وعدم قدرته للاستجابة لأي حدث وهو سلوكٌ خطيرٌ يعرض مستخدمي الطريق لخطرٍ مُحدق. فهل سنواصل جميعا في دعم مثل هذه الحملات المرورية لنحقق الهدف المنشود والحد من الحوادث المرورية على طرقاتنا؟!.