د. رجب بن علي العويسي
لقد واكب التطور النوعي الذي تشهده شرطة عمان السلطانية في مختلف مجالات العمل الشرطي عامة، والمرور والسلامة على الطريق بشكل خاص، البحث في أدوات مبتكرة تسهم في تعزيز مستوى التجاوب والاستيعاب لدى فئات المجتمع عامة والشباب خاصة للرسالة الشرطية المرورية، وكيفية تعزيزها في بناء الذات القادرة على تحقيق الأمن المروري وتأصيل استراتيجياته في الحياة اليومية، وكان لما طرحته الإدارة العامة للمرور من أطر تنظيمية وتطويرية وبدائل واستراتيجيات وبرامج توعوية وتثقيفية متنوعة أثره الإيجابي في التقليل من الحوادث المرورية وتعزيز مستويات الوعي المروري ، حيث تشير الاحصائيات إلى وجود انخفاض في حوادث الطرق بنسبة 38.6% بنهاية شهر يوليو لعام 2016، مقارنة بنفس الفترة من عام 2015، وهو ما يؤكد فاعلية ما اتخذته شرطة عمان السلطانية من اجراءات تنظيمية وضبطية وجهود توعوية وتثقيفية، وما قدمته من تقارير وبيانات دورية وتوجيهات مستمرة تتعلق بالوضع المروري عزز ذلك من أطر الشراكة التي انتهجتها في هذا الجانب، مما أكسب هذه التوجهات اهتماما مجتمعيا ورغبة في مواصلة هذه الجهود، ولعل الاستراتيجيات التي انتهجتها الادارة العامة للمرور بدءا من تطبيق استراتيجيات السلامة المرورية وما تبعها من الاحتفاء بيوم السلامة المرورية، ومسابقة السلامة المرورية و تأسيس معهد السلامة المرورية وإصدار قانون المرور، بالاضافة إلى البرامج التوعوية والتثقيفية عبر الاعلام الرقمي والقنوات التلفزيونية والاذاعية، وتفعيل قنوات اليوتيوب والمواقع الالكترونية الشرطية، وتعزيز المبادرات المجتمعية والحملات التوعوية في مجال السلامة المرورية ، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعتها الإدارة العامة للمرور مع مراكز التطوير والبحث الوطنية والدولية في مجال السلامة المرورية والتدريب المروري وغيرها، منطلقات بنت عليها شرطة عمان السلطانية رؤيتها التطويرية وفاعليتها في تعزيز السلامة المرورية، على أن هذه التوجهات ارتبطت بمفهوم التمكين الرقمي، عبر الاستفادة من التقنيات الحديثة وتوظيف الفضاءات المفتوحة في نقل رسالة التوعية عبر موقع القيادة العامة للشرطة وموقع الادارة العامة للمرور، وفتح صفحات تواصلية لها في شبكات التواصل الاجتماعي( التويتر والفيس بوك والانستجرام واليوتيوب وغيرها )، إضافة إلى ما أسهمت به التطبيقات والبرامج المرورية عبر الهواتف الذكية من تقريب الخدمة المرورية للمواطن وتسهيل حصولها عليه وتقليل فاقد الوقت والجهد والمال في ذلك، كل ذلك ساهم بشكل كبير في تعميق الشعور بالجهود التي تقوم بها الإدارة العامة للمرور، على أن الاهتمام برصد مرئيات الرأي العام ومقترحاته التطويرية ، وما أتاحته من فرص أكبر لإثراء المواقع الالكتروني للإدارة العامة للمرور بالمرئيات والنماذج الوطنية الناجحة والمقالات والتجارب والمشاركات الفاعلة الهادفة حول ترسيخ ثقافة السلامة على الطريق، أتاحت فرص أكبر لتعزيز وعي المواطن والمقيم بقيمة الحياة والسعادة وكيف يصنع السائق أو مستخدم الطريق من استراتيجيات القيادة السليمة فرصته لبناء حياة أسرية اجتماعية مستقرة ، وتعزيز مستوى الاستفادة من خبراته وتجاربه في الحياة بما يقلل لديه من جانب الخوف والقلق عبر قيادة سليمة مطمئنة .