ما زالت هناك فئة من سائقي المركبات ـ كما نشاهدها ـ تربكنا يومياً وهي تصّر على استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة وعلى طرق رئيسية تعج بالمركبات وحركة مرورية مزدحمة خاصة خلال ساعات الصباح الأولى أو عقب انتهاء فترة العمل لموظفي الوزارات ومؤسسات القطاع الخاص على الرغم من الحملات الإرشادية التي تقوم بها شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور بضرورة ترك الهاتف جانباً أثناء القيادة وعدم الاستخدام حتى وقت الوصول الى ذلك المكان.
إن الغاية والهدف من هذه الإرشادات والتوعية المرورية للحفاظ على حياة وسلامة كافة مستخدمي الطريق.
وهذه الفئة من سائقي المركبات تضرب ـ بكل هذه الحملات والتشديد على عدم استخدام الهاتف أثناء القيادة ـ عرض الحائط دون مراعاة لمن هم سائرون على الطريق، حيث نجدهم يتحدثون في الهاتف أو يتحاورون عبر المراسلات المباشرة والبعض منهم تراه يتصفح الرسائل الهاتفية ويسيرون بسرعات متفاوتة وأحياناً عن المسار الصحيح دونما تركيز على ما يحدث على الطريق وغير مكترث بالآخرين ويعبث بهاتفه وكأن الدنيا حيزت له على الطريق كون أنه يقود مركبة حديثة وفي اعتقاده أنه لا يمكن لأية دورية من شرطة عمان السلطانية إيقافه ومخالفته وأنه فوق القانون ولا يعلم أو يدرك جيداً أن الجميع سواسية أمام القانون خاصة إذا كانت هناك تعليمات صارمة ومشددة ومغلظة بعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة وبالتالي هذه الحالات ينتج عنها زيادة في الإزدحام المروري وتوتر غير مبرر .. ولو أن هؤلاء البعض تركوا الهاتف جانباً لن تطولهم المخالفات المرورية اطلاقاً، حيث تنص المادة (49) مكرر من قانون المرور المعدل على:”مع عدم الاخلال بالتدابير المقررة في هذا القانون او بأي عقوبة اشد واردة في قانون آخر يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن عشرة أيام او بغرامة لا تزيد على 300 ريال كل من ارتكب أي من الافعال الآتية ومن بينها استخدام اليد لحمل الهاتف أو أي وسيلة الكترونية أخرى في أثناء السياقة وتعمد تعطيل المرور في الطريق أو إعاقته”.
إذن عزيزي السائق: لم يعُد استخدام الهاتف أثناء السياقة ذا جدوى مع القانون المعدل في هذا الشأن كون أن المخالفة أصبحت مغلظة لما يتسبب به استخدام الهاتف أثناء السياقة من حوادث مرورية وإيذاء للآخرين وتعطيل للحركة المرورية على الطريق والتي ربما يكون هناك من هو في أمس الحاجة لكل ثانية.
فشرطة عمان السلطانية لن تألو جهدا في تكريس حملاتها الإرشادية للحيلولة من استخدام الهاتف وتطبيق القانون حرفياً ضد المخالفين حيث باتت هذه الظاهرة تزداد بكثرة على الطرقات، والتي نحث الجميع على عدم استخدام الهاتف حرصا أولاً على حياتهم وثانياً على حياة الآخرين وممتلكاتهم ولا يحتاج الأمر منا سوى ترك الهاتف جانباً لفترة وجيزة حتى لا نقع تحت طائلة القانون وحتى نضع هذه الظاهرة في سجلات الماضي والمحافظة على حياة الشخص نفسه والآخرين مطلبنا وهدفنا كمجتمع عماني بكل شرائحه ومسؤولياته .. وحفظ الله الجميع من كل مكروه.