مصطفى بن أحمد القاسم
أيام قلائل تفصلنا عن فعاليات أسبوع المرور الخليجي والذي تشارك السلطنة فيه شقيقاتها دول مجلس التعاون ممثلة بشرطة عمان السلطانية ويأتي هذا العام تحت شعار “حياتك أمانة” حيث تنصب جهود كافة الجهات المعنية بدول المجلس على الاهتمام بحياة كل فرد منا ومستخدمي الطرق نظراً لما تشكله الحوادث المرورية من هاجس حقيقي وشبح يخطف الأرواح دون استئذان .. وبالتالي فإن دول المجلس ومن بينها السلطنة تصعد من حملاتها الإرشادية بهذه المخاطر وتستحث كافة شرائح المجتمع على ضرورة التقيد بالقوانين المرورية واتباع السلوك الآمن على الطريق أثناء القيادة حفاظاً على حياته وحياة الآخرين.
والتجربة المرورية العمانية أصبحت عنواناً بارزاً ومحط أنظار دول الجوار بل ودول الإقليم نظراً لما حققته هذه التجربة من تقدم والتي عملت على خفض نسب الحوادث المرورية حتى وصلت الى أرقام مرضية نوعاً ما، وتطمح شرطة عمان السلطانية ممثلة بالادارة العامة للمرور الارتقاء بهذه النسب والوصول بها الى نسبة تكون مطمئنة ومرضية جداً بعد أن لامست الحملات الارشادية والتوعية المرورية عقول وجوارح كافة شرائح المجتمع العماني وبات اليوم همه الأول هو العمل وبشكلٍ مستمرٍ في خفض الحوادث المرورية كون أن الانسان العماني والمقيم على هذه الأرض الطيبة هو فعلاً أغلى ما نملك وأن الهدف المنشود هو المحافظة على حياة هذا الإنسان وحياة الآخرين ومن هذا المبدأ جاء شعار أسبوع المرور الخليجي هذا العام.
ولذا علينا جميعاً التعاطي مع كافة الارشادات المرورية والتفاعل مع الحملات سواء خلال ذلك الاسبوع أو ما بعده وما يملي علينا الواقع والسعي نحو الهدف المأمول منا جميعاً الوصول اليه لتكون التجربة العمانية في المجال المروري أنموذجاً يُحتذى بها ومدرسة تخرّج من بين أروقتها أجيال واعية ومدركة بأهمية الحد من الحوادث المرورية حتى ننعم نحن والأجيال القادمة بطرقٍ آمنةٍ خاليةٍ من الحوادث المرورية القاتلة بعد أن كادت هذه الظاهرة تتفاقم لولا حكمة القيادة العمانية وبُعد نظرها الثاقب والإحساس بالأبّوة والمسؤولية حيث كان النظق السامي يرسو في مرافيء القلوب وتتزين به العقول العمانية وتشمخ به الجهود الخيرة من أبناء هذا الشعب حتى امتزج النطق السامي مع تكاتف المجتمع العماني ليترجم النداء إلى صياغة واقع مروري ملموس أصبح اليوم نموذجاً ومحط الأنظار.
لذا نأمل أن نستمر جميعاً على ذات الحماس والألق في التصدي لظاهرة الحوادث المرورية على طرقاتنا وليكون الاحتفال بأسبوع المروري الخليجي القادم نحو طرقات أكثر أمناً بعيداً عن استخدمات الهاتف النقال أو ارتكاب أخطاء جسيمة والحذر من مفاجآة الطريق وترك المسافات الآمنة لتكن التجربة المرورية العمانية تجربة يسير على نهجها الآخرون.