مصطفى بن أحمد القاسم
كثير من سائقي المركبات تستهويهم السرعة أثناء القيادة خاصة إذا كان الطريق خالياً من المركبات ولديه مركبة حديثة تسابق الريح في قوتها وعزمها الميكانيكي وفئة الشباب هم الأكثر شراسة في مثل هذه القيادات العنيفة وهم لا يدركون أن للسرعة مخاطر جمّة لا يعرفون عواقبها وما حكم الشرع في مثل هذه التصرفات الرعناء والتي قد تؤدي بحياتهم وحياة آخرين أبرياء لا ذنب لهم سوى أنه يسعى لتلبية رغباته في الطيش وإيذاء أناسٍ لا علاقة لهم في مثل هذه التصرفات وبالتالي يفقد كل شيء في الدنيا والآخرة.
فعلاوةً عن أن السرعة مصيرها الزيادة في المخالفات المرورية وربما الحجز في حال تجاوز ذلك السائق الحد الأعلى المسموح له في السرعة والذي لن يسلم من المساءلة القانونية من شرطة عمان السلطانية كون أن هناك عقوبات مغلظة بحق مرتكبي هذه التصرفات وفي حال وقوع حادث.
ففي المادة (49) مكرر من قانون المرور .. مع عدم الاخلال بالتدابير المقررة في هذا القانون أو بأي عقوبة أشد واردة في أي قانون آخر يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (10) أيام ولا تزيد على شهرين وبغرامة لا تقل عن (100) ريال عماني ولا تزيد عن (500) ريال عماني أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ساق مركبة على الطريق بسرعة أو تهور أو بطريقة تشكل خطورة أو تعرض حياة الأشخاص أو أموالهم للخطر أو تجاوز في مكان خطر أو ممنوع التجاوز فيه أو تجاوز من كتف الطريق دون مبرر .. وذلك وفقاً للحالات والأوضاع التي تحددها اللائحة التنفيذية ويعاقب بذات العقوبة إذا نتج عن ارتكاب أي فعلٍ من هذه الأفعال مرض شخص أو تعطيله عن العمل مدة لا تزيد عن (30) يوماً.
وللعلم فقد شهد العام المنصرم (2499) حادثاً مرورياً نتيجة السرعة فقط مما أدت هذه الحوادث الى اصابة (2052) ووفاة (378) حالة وهذه الاحصائيات تتحدث عن نفسها.
وهناك زيادة في العقوبات في حال الإصابة الشديدة أو في حال نتج عن تلك السرعة وفاة ـ لا قدّر الله ـ فان هناك عقوبات مشددة في هذا الجانب .. هذا من الجانب القانوني .. وتعال أخي السائق نتعرف عن قرب لما أكد عليه سماحة العلامة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة في هذا الصدد من الناحية الشرعية والدينية، حيث قال:(هناك بعض الأشخاص يعطون رُخصاً للسياقة من غير أن يتعلموا أخلاقيات القيادة فمن الضرورة بمكان أن تكون هناك أخلاقيات لقيادة المركبات وقبل أن يُعطى للشخص رخصة سياقة يجب أن يُعطى قائمة بهذه الأخلاقيات ليعرف كيف يتصرف وأولها السرعة الجنونية فهذا <نحر وانتحار> ينحر غيره وينتحر بنفسه إلى جانب هذا أيضاً عدم المبالاة بتصرفات همجية يدخلون على الخط تارة من اليمين وتارة من الشمال وهذه تصرفات مرفوضة في ديننا وأخلاقياتنا ومجتمعنا).
إذن أخي السائق .. هل عرفنا الآن ما هو مصير السرعة في السياقة من حيث الجانب القانوني والديني <فالعاقل من اتعظ بغيره والأحمق من اتعظ بنفسه> وحاشا لله أن يكون هناك سائق مركبة بهذا الوصف فهو لم ينل الحصول على رخصة القيادة ألا وهو يمتلك إدراكاً ووعياً واسعاً وعقلية مكتملة وسلوكيات متزنة .. فالأمر في نهاية المطاف أننا نحن من نقرر مصائرنا بأنفسنا ولنكن دوماً عند حسن الظن وقدوة للآخرين ونلتزم بسلوكيات وقانون المرور .. وصَحبت الجميع السلامة.