مصطفى بن أحمد القاسم
نلاحظ ونشاهد ونحن نقود مركباتنا على الطريق العديد من سائقي المركبات الصغيرة تحديداً يحاولون تجاوز الشاحنات من جهة اليمين ومتجاوزين الخط الأصفر خاصة خلال أوقات الذروة والازدحام المروري الشديد، حيث من الصعوبة بمكان الوصول إلى الوجهة المطلوبة في الوقت المحدد وبالتالي فإن البعض من سائقي المركبات قد يفقد السيطرة على أعصابه ويقوم بمحاولة تجاوز خاطئة من على أكتاف الطريق .. وهذه المحاولة بحد ذاتها تسبب خطورة كبيرة عليه نظراً لأن جُل تركيز سائق الشاحنة منصب على اليسار كون أنه يسير مطمئناً وغير متوقع لأحد قد يقوم بالتجاوز من اليمين ولم يلحظه سائق الشاحنة وبوجود مركبة تحاول التجاوز نظراً للارتفاع الكبير أولاً بين مقصورة الشاحنة والسيارة الصغيرة ونظراً لعدم امكانية النظر إلى وجود المركبة الصغيرة جهة اليمين ومن على أكتاف الطريق أو الخط الأصفر ثانياً.
ولذا فإن هناك العديد من الاحتمالات التي قد تؤدي في معظمها إلى وقوع حوادث مرورية كارثية يذهب ضحيتها أناس أبرياء نتيجة التسرع وتعمد التجاوز من جهة اليمين للشاحنة وفوق أكتاف الطريق العام ولذلك فإن على سائقي المركبات الصغيرة عدم التجاوز من يمين الشاحنة وفوق الخط الأصفر مهما كانت الظروف والأحوال إلا إذا كانت الشاحنة الكبيرة تسير في طريق يتألف من 3 مسارب وهي تسير في المسرب الأوسط أو اليمين وفي هذه الحالات لا بد من إعطاء إشارة أو لفت انتباه سائق الشاحنة إلى أن هناك النية في القيام بالتجاوز.
كما أن سائقي الشاحنات والحافلات الكبيرة الحجم دائماً تكون الرؤية لمناطق معينة حول مركباتهم، فكلما زاد حجم المركبات الثقيلة زادت مخاطر حدوث تصادم في هذه المناطق .. ولذا فإنك أخي السائق عندما تسوق مركبتك في حدود منطقة تواجد مركبة ثقيلة عليك توخي الحذر والحرص وذلك خوفاً من انشغال سائق تلك الشاحنة بأمرٍ ما أو بالهاتف النقال.
ففي العام 2015 سجلت الإحصائية المرورية فيما يتعلق بالتجاوز الخاطيء بمختلف أشكاله وأخطائه (224) حادثاً مرورياً راح ضحيته (126) حالة وفاة فيما أصيب في هذه الحوادث (267) شخصاً .. ولكن وعقب الزيادة في جرعات الوعي والثقافة المرورية وجهود شرطة عمان السلطانية في هذا الجانب فقد سجلت الاحصائية فيما يتعلق بالتجاوز الخاطيء خلال العام الماضي (183) حادثاً مرورياً راح ضحيته (66) حالة وفاة، فيما أصيب بهذه الحوادث (167) شخصاً أي بإنخفاض كبير عما ورد في إحصائية المرور قبل عامين .. وهذا يعطينا مؤشراً على أن كافة قائدي المركبات بدأوا يولون التجاوز الخاطيء اهتماماً خاصاً عقب صدور الاحصائيات التي تشير إلى مدى أهمية التقيد بالسرعات المحددة وعدم الإقدام على خطوة التجاوز إلا في الأماكن المخصصة لهذا التجاوز.
وعليه أخي السائق فإن التجاوز الخاطيء ما هو إلا سلوك وفعل في جدٍّ خطير ولذلك ضرورة التقيد بالمسرب المحدد لكل اتجاه مع عدم الإقدام على التجاوز إلا بعد التأكد من خلو الطريق (100%) من المركبات في الاتجاه المقابل .. وحفظ الله الجميع في الحل والترحال.