السيارات
شريحة كبيرة من المواطنين تجهل قوانين المرور، وفي ضوء ذلك تقع المخالفات، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمجتمع الرقمي كان لهم رؤية حول ذلك الامر، معتبرين أن مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر وانستجرام وسناب شات) وغيرها يمكنها أن تؤدي دورا هائلا في نشر الثقافة المرورية وقوانين المرور بآليات يتم الاتفاق عليها مع الجهات الحكومية في مبادرة إيجابية يمكنها أن تغير خريطة الوعي لدى الجمهور وتثري الثقافة لدى شريحة كبيرة وقطاع عريض من متابعي صفحات التواصل الاجتماعي.
نهاية العام الماضي 2016 حصدتْ شرطة عُمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور جائزة قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب على مستوى الوطن العربي عن فئة ”الأمن والسلامة”، ممثلة بحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي roptraffic@ نظير تفاعلها مع آلافراد والمجتمع، وبث قواعد وأنظمة المرور بأسلوب منظم، ورصد المشاركات في تعليقات المتابعين ونقلها إلى المعنيين بالمرور، والجهات ذات العلاقة، وتحقيق الرضا لأهم المُشاركات، والتفاعل مع المؤسسات وآلافراد في تعليقاتهم وملاحظاتهم.
إلى جانب ذلك رأى بعض رواد التواصل أنه يمكنهم التعاون لنشر الثقافة المرورية، وقوانين المرور التي يجهلها عدد كبير.
السوق السريع
في البداية يقول أحمد بن حمدان العبري المسؤول عن صفحة “السوق السريع” التي يتابعها 10 آلاف: “تبذل شرطة عمان السلطانية جهودا كبيرا يشعر بها المواطنون وساهمت بلا شك في انخفاض عدد الحوادث المرورية، لكن يبقى تعريف الجمهور بقوانين المرور وكافة تفاصيلها هو التحدي الذي لابد فيه من شراكة بين مجتمع التواصل الاجتماعي الذي يتابعه الآلاف والجهات الحكومية، ولابد للصفحات التي تتابعها أعداد كبيرة سواء على تويتر أو انستجرام أو فيس بوك أو غيرها ان يساهموا في نشر التوعية من أجل مجتمع مثقف يعي قوانين المرور والعمل على الحد من الحوادث المرورية، وكذلك تفادي نشر القوانين غير الصحيحة، وهناك عدة طرق من أجل الحد من نشر اي معلومات غير صحيحة مثل متابعة الجهات المختصة لما يتم نشره ونفي الاخبار في حالة وجود اي خلل بها، وعلى كل شخص يود نشر اي خبر أن يقوم بالتأكد أولا من الجهات المختصة قبل نشر اي قوانين، كما يجب أن تكون هناك حسابات تختص بنفي الشائعات.
وأضاف: لقد انتهجت شرطة عمان السلطانية في السنوات الأخيرة عدة طرق من أجل تعريف الناس بقوانين المرور وقامت باستغلال التكنولوجيا الحديثة من أجل تعزيز هذا الامر، وكذلك فقد تضمنت قوانين المرور الجديدة عقوبات صارمة ورادعة ويبقى أن يعرف الناس هذه القوانين وذلك تلافيا لأي شائعات يمكن ان تنشر.. وعلى سبيل المثال قامت احدى الصحفات بتصميم اعلان يتضمن عدم التقيد بحزام الامان، وقد كانت معلومة خاطئة يجب أن يمنع تداولها، وسوف يحدث ذلك بمزيد من التعاون مع المجتمع الرقمي”.
إعلانات عمان
ويقول عبد العزيز حميد الدروشي مسؤول صفحة “إعلانات عمان” التي يتابعها 19 ألفا: “تؤدي حسابات مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في جميع المجالات الثقافية والفنية والاجتماعية، وقد لعبت دورا ايضا في مواجهة الحوادث المرورية بنشر التوعية بين متابعيها الذين يتجاوزون الآلاف من جميع انحاء السلطنة حيث يشكل الفضاء آلافتراضي مجالا خصبا لتداول المعلومات ونشرها خاصة ما يتعلق بأخبار الحوادث بصفة عامة وحوادث السير بشكل خاص وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر وانستجرام ويوتيوب وجوجل) دورا في عملية انتشار المعلومات والاخبار المتعلقة بحوادث السير لهذا تلعب الشبكات الاجتماعية دورا مهما لاسيما أنها أصبحت تشكل نوعا من مركز التنسيق للعلاقات الاجتماعية، كما انها قادرة على تعويض وسائل الاعلام الاخرى كالاذاعة والتلفزيون في نقل الاخبار ونشر المعلومات، لذا لابد للجهات الحكومية ان تستغل الدور الكبير الذي تلعبه تلك الشبكات في نشر المعلومات.
حيث يمكن اعتبار مواقع شبكات التواصل الاجتماعي كآلية لبناء اتصال فعال في المجتمع في مجال نشر ثقافة السلامة المرورية وتحفيز الناس على المشاركة والتفاعل، وقد لاقت الحملات التي أقيمت عبر المجتمع الرقمي انتشارا كبير بين الجميع.
وأضاف: رغم القوانين الصارمة التي تشنها شرطة عمان السلطانية إلا أن هناك عددا كبير وقطاعا عريضا يجهلها ومواقع التواصل التواصل الاجتماعي قادرة على التعاون مع الجهات الحكومية لمعالجة هذا الامر”.
شبكة هواة الصيد
جاسم ابو بكر البلوشي المتحدث الرسمي لـ “شبكة هواة الصيد” – يتابعها 7 آلاف- يقول: “يعتمد الجيل الحالي بشكل كبير في حياته اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الصعب أن تجد شخصا لا يتعامل مع حسابات مواقع التواصل، حتى أنها باتت فعالة، وبمجرد رأي يمكن استقطاب الملايين من المتابعين،
وفي ضوء ذلك وباعتبار ان السلامة المرورية احدى الاولويات التي تهتم بها شرطة عمان السلطانية ممثلة في الإدارة العامة للمرور، يمكن أن تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا في نشر تلك الثقافة وتوعية المواطنين، لا سيما وأن قوانين المرور قد تم تحديثها مؤخرا وهناك شرائح كبيرة ليس لديها اي معلومات عن تلك القوانين ومستجداتها، ولا شك ان ذلك يمثل حلقة مفقودة بين المواطن والجهات الحكومية ولابد من تسليط الضوء عليها واعطائها المزيد من الاهتمام”.
غرد يا عماني
يحيى الهاشمي مسؤول صفحة “غرد يا عماني” يتابعها 62 ألفا يقول: “يتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الآلاف في حين أن فئة كبيرة منهم تجهل قوانين ومن الممكن الاستعانة بتلك الصحفات لنشر قانون المرور عبر آليات تتبانها الجهات الحكومية، خاصة أنه في ظل تسارع عالم الإلكترونيات والصناعات الرقمية أصبح لا بد من إشراكها في جميع مجالات الحياة بما فيها تثقيف المجتمع من خلال ما يتوفر من برامج وآليات تسهم في سرعة وصول المعلومة، لذلك هناك ضرورة لاستخدام برامج التواصل الاجتماعي في نشر وتوعية المجتمع بقانون المرور.. ولا يمنع أن تعمل جهات حكومية مختلفة كشبكة متكاملة في إيصال كل ما يهم المواطن والمجتمع ككل.
ويمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تلعب دورا حيويا في نشر الثقافة المرورية، فكما هو ملاحظ قوة وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير المباشر أو غير المباشر في نشر المعلومة، ومن هذا المنطلق يمكن استخدامها في تثقيف المجتمع بما يتعلق بالجانب المروري مما سيسهم في ايجاد حلقة وصل مفتوحة على مدار الساعة من خلالها يستقي الجميع كل ما يتعلق بالثقافة المرورية. وعلى سبيل المثال فإن صفحة “غرد يا عماني” يتابعها ما يزيد على 62 ألف متابع وهذا ما يدل على قوة ايصال الرسالة والثقافة باستخدام مثل هذه البرامج المجتمعية.
وأضاف: في ضوء كل ذلك لا شك أن المجتمع الرقمي سينجح في استكمال الدور الذي تقوم به الادارة العامة للمرور من نشر الثقافة المرورية، وإن تتبعنا الأمر سنجد شريحة مجتمعية كبيرة وخصوصا فئة الشباب لديهم وعي مجتمعي واضح وهو نتاج تأثير برامج التواصل الاجتماعي بنسبة كبيرة قد تصل لـ70 % وهذا مؤشر إيجابي ساهم بشكل كبير في نشر مختلف الثقافات ومنها الثقافة المرورية.