مصطفى بن أحمد القاسم
نشاهد بين الحين والآخر مرور مركبات يسوقها أحد الشباب، ونرى مثل هذه الحالات وقد امتطت مركبات رياضية مكشوفة وبداخلها مجموعة من الشباب مطلقين للألحان والموسيقى الصاخبة، وهم لا يخرجون في مثل هذه المركبات وغيرها إلا في جنح الظلام أي بعد المغيب ويستمرون على هذه الحالة بين لف ودوران بين الأحياء السكنية حتى ساعات الفجر الأولى دون مراعاة لحرمة أناس هم في أمسّ الحاجة الى أخذ قسط من الراحة أو لمرضى يئنون من شدة الألم والأوجاع والسقام التي لا تبارح أجسادهم العليلة ولكنهم يمعنون حتى بتركيب عوادم مفتوحة للمركبات كي تصدر صوتاً مزعجاً جداً .. كما هو حال الموسيقى أو الأغاني التي قد لا يعرفون لها معنى ويتراقصون وكأنهم يحلّون علينا من كوكب آخر فهل هذا نتيجة الفراغ لدى هذه الفئة من الشباب أم زيادة في الرفاهية أم حب الخروج عن المألوف أم أنه حب الظهور وتقليد الغير؟!.
وقد وصل الازعاج الصادر عنهم الى حد الاشباع وتصدير إزعاجهم وتوترهم الى الآخرين ممن هم يقطنون بالقرب من الطرقات العامة.
وللزيادة في المعلومة فإن هناك تجمعات شبابية لا تخلو من الاستعراضات المتهورة ونراهم يمعنون في تحدي بعضهم البعض متناسين أن القانون لا أحد يعلو عليه وأنهم وفي مثل هذه الحالات التي يصدرون بها الأصوات المزعجة والقيام بالحركات على الطرقات الرئيسية او الداخلية في الأحياء السكنية يصبحون في متناول قانون المرور وفي حال ايقاع الأذى اللفظي أو الجسدي على أي شخص فإن ذلك يكون في متناول قانون الجزاء العماني الذي يعاقب الشخص في حال القيام بحركات ايذاء أو خدش للحياء بحق أناس آخرين وبالتالي فإن رجال شرطة عمان السلطانية يواصلون التصدي لمثل هذه الحالات والتي يتذمر منها كل من يشاهدها أو تمر عليه كون أن مجتمعنا العماني يرفض كلية مثل هذه التصرفات والتي لا تمت الى ديننا الاسلامي الحنيف او الى عقديتنا السمحة أو ما تربينا عليه من الآباء أو الاجداد الذين غرسوا فينا عشق وحب التضحية والإنبراء في خدمة المجتمع أو المحيط الذي نعيش به ولا يلمسوا أو يشاهدوا منا ما يكدر النفس أو الخاطر.
إذن نحن على يقين من أن الآباء على قدر كبير من المسؤولية وعليهم يقع واجب المناصحة والتوجيه السليم للأبناء ومن يحاول الزيغ أو التمادي في تصرفاته فإن القانون له بالمرصاد والعين الساهرة ترقب كل من تسول له نفسه الإضرار أو إقلال راحة الآخرين ولا يخال هذا الشاب أو ذاك أن بتصرفات اصدار الأصوات العالية كالأغاني الغربية أو الموسيقى الصاخبة أو السياقة برعونة أو غيرها ما هي إلا تصرفات شخصية ولكن الحرية الشخصية تقف عندما تبدأ حرية الآخرين وأن مثل هذه التصرفات يرفضها المجتمع العماني المجبول على الهدوء والسكينة وإيثار الآخرين على الذات .. فهل يكون هؤلاء الشباب قدوة للأجيال القادمة وتركهم لكل ما يزعج الغير أو يكدر خاطرهم؟! .. حفظ الله شبابنا وهدانا الله تعالى وهداهم الى طريق الحق والصواب.