مصطفى بن أحمد القاسم
منذ صدور التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأهمية أن تتحمل كافة شرائح المجتمع مسؤولياتها وأن تعمل للتصدي والحد من الحوادث المرورية خلال جولته السامية في شهر أكتوبر من العام 2009م والتي كان لها الكثير من الدلالات والتوجيهات السديدة التي لا تنطلق إلا من أب حان وقائد فذ وسلطان حكيم وصاحب فكر ثاقب يخاف على أبناء شعبه من تفاقم مسألة الحوادث المرورية والتي تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات ومن الأحزان بين بعض الأسر التي تعرض أحد أفرادها إلى حادث مروري وبعد أن وصل الأمر إلى مرحلة لا يمكن التهاون فيها جاء الأمر السامي ليكون نبراسا وشعارا لكل فرد من كافة شرائح المجتمع.
وقد أحدثت التوجيهات السامية لجلالته نقلة نوعية في تبصير المواطنين بأخطار الطريق والحوادث المرورية بعد أن كانت تلك الحوادث مجرد حوادث عابرة تطويها الأيام وتبقى الحسرة والأحزان مستقرة في أعماق النفس إلى ما شاء الله.
لقد غدت محافظات السلطنة ومنذ ذلك التاريخ عبارة عن حلقات عمل ومنافسات في الجانب المروري وانصبت الجهود وعكفت المجموعات على ضرورة وقف هدر الأرواح والممتلكات العامة والخاصة بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية والتي تبذل قصارى جهدها لوقف هذا النزيف بشتى الطرق والوسائل المتاحة لديها وبعد أن كانت في الميدان وحيدة والعبء كله ملقى على عاتقها أصبحت هي الآن داعمة لكل فكر أو جهد أو عمل من شأنه الحد من الحوادث المرورية ومسدية إليه النصح والإرشاد والتوجيه نحو نتيجة فاعلة ومجدية.
واليوم حققت السلطنة ممثلة بشرطة عمان السلطانة النتائج المطلوبة في هذا المجال وانخفضت بفضل الله عز وجل معدلات الحوادث وزاد وعي المواطن حتى وصلت نسبة انخفاض الحوادث المرورية إلى أكثر من النصف بالإضافة إلى انخفاض نسبة الوفيات بأكثر من 51% والإصابات والخسائر وكذلك في الحوادث بين عامي 2012 إلى 2017 وهذه النتائج تعكس وعي والتزام المواطن بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .
وخلال تلك الفترة دشنت شرطة عمان السلطانية العديد من الحملات منها “شكرا على تقيدكم بالسرعة” و”سياقة بدون هاتف” و”معارض السلامة المرورية” وجائزة “رواد التواصل الاجتماعي “بالإضافة إلى صدور “قانون المرور” والذي صدر بمرسوم سلطاني رقم 38/2016 وتعديلات جديدة على بعض أحكام القانون بالإضافة إلى مسابقة السلامة المرورية والتي عكست مدى وعي المجتمع بضرورة الحد من الحوادث المرورية وذلك من خلال المشاركات والمشاريع المرورية التي تم اعتمادها لدخول المسابقة سواء الفردية منها أو مؤسسات الدولة أو المؤسسات والجمعيات الأهلية.
هذه الحملات والمسابقات والمعارض المرورية تعتبر ترجمة للتوجيهات السامية ونجاحا في الوصول إلى الهدف المنشود وانخفاض نسبة الحوادث بحرص القائد الملهم ليضع السلطنة في مقدمة دول العالم اهتماما بهذا الشأن وبتضافر جهود المجتمع العماني كافة .. فما علينا سوى مواصلة هذا النجاح والعمل على تطبيق قانون المرور وزيادة التعاون مع رجال شرطة عمان السلطانية لتخلو طرقاتنا من الحوادث المرورية .. وحفظ الله الجميع