مصطفى بن أحمد القاسم
بدأت مسألة السلامة المرورية تأخذ طابعها المجتمعي والجماهيري بعد أن خاضت خلال الايام الماضية معظم ولايات ومحافظات السلطنة غمار المنافسات بمسابقة السلامة المرورية الثالثة على اختلاف مستوياتها، والتي شهدت خلال النسختين الماضيتين تواجد أكثر من 500 مشاركة من مختلف الفئات.
حيث تأهلت إلى المنافسات النهائية في هذه النسخة من المسابقة 11 ولاية مما أعطت جميع الولايات والمحافظات سواء المتأهلة منها أو التي خرجت من المنافسات نموذجاً يحتذى في هذا المجال، وإننا نسير في الطريق الصحيح نحو الإنتهاء من مآسي الحوادث المرورية على الطرقات.
فما قدمت الولايات المترشحة لنهائيات المسابقة من مشاريع مرورية ولجان محلية مختصة في برنامج السلامة المرورية وبرامج توعية هادفة ومسرحيات وزخم مجتمعي غير مسبوق يشكل فعلاً رؤية وطنية تسهم في رسم استراتيجية السلامة المرورية لمستخدمي الطريق، وتجسيداً لتوجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ فيما يتعلق بالسلامة على الطريق، حيث استطاعت شرطة عمان السلطانية ممثلة بالادارة العامة للمرور تجسيد رؤية وطنية ساعدت في وضع استراتيجية السلامة المرورية لمستخدمي الطريق، والنتائج كانت نهجاً قويماً وفكراً سليماً .. والتي أثمرت تلك الجهود والمساهمات في التقليل من الحوادث والوفيات.
ونعمل هنا مقارنة بالفترة الماضية، حيث أشارت النتائج والاحصائيات الرسمية الصادرة من الادارة العامة للمرور حتى التاسع من أكتوبر الحالي إلى انخفاض نسبة وقوع الحوادث المرورية بنسبة 72%، والوفيات 50%، والاصابات 24%، عما كانت عليه عام 2012.
ولكننا ما زلنا بحاجة الى مزيد من تكثيف الجهود في مجال السلامة المرورية وتعزيز الايجابيات للمشاركات الحالية والسابقة ومحاولة حث جهات أخرى وبأفكار جديدة بالمشاركة الوطنية هذه كي نخرج بالمحصلة النهائية أكثر تقيداً بالأنظمة المرورية مع أهمية إيجاد قاعدة بيانات مرورية لكل ولاية من خلال سجلات مراكز الشرطة بالولاية وعلى أن تكون أسبوعية أو شهرية كي نقارنها بمدى الارتفاع أو الانخفاض والاعلان عن هذه النتائج بشكل دوري كي تكون دافعاً للولايات الاخرى بتحسين أدائها في هذا المجال وتعاونها مع شرطة عمان السلطانية ومناقشة هذه السجلات بشكل ملخص من خلال جلسات مجتمعية حوارية وتسليط الضوء عليها اعلامياً والعمل على اظهار السلبيات والايجابيات في هذه الجلسات ومناقشة السلوكيات الخاطئة من بعض الفئات العمرية حديثي رخص السياقة بسبب نقص الخبرة الحياتية وعامل السن مع ضرورة مشاركة وتفاعل الآباء مع الأبناء لمزج الخبرات وبحضور المعنيين من إدارات المرور المختلفة لتقديم العون والمساعدة في كل ما يتعلق بالسلامة المرورية ونشر الثقافه التطوعية والتوعوية والشراكة مع المجتمع المحلي.
وللحد من الحوادث المرورية وما تخلفه من أضرار علينا كأفراد مجتمع التكاتف والتعاون مع شرطة عمان السلطانية لاستمرار جهودها في خفض معدلات الحوادث على الطرقات .. وحفظ الله الجيمع في الحل والترحال.