مصطفى بن أحمد القاسم
مع نهاية إجازة العيد الوطني السابع والاربعين المجيد وذكرى المولد النبوي الشريف ظهرت العديد من الملاحظات والتصرفات والسلوكيات التي يرفضها المجتمع بشكل صريح بعد أن عايشناها أو ساقتها إلينا وسائل التواصل الاجتماعي مباشرة من قلب الحدث والتي تثير الاستغراب جراء فعلها.
فمن بين هذه التصرفات ترك المخلفات في مكانها وذلك بعد جلسة غداء أو عشاء سواء على المسطحات الخضراء في الحدائق العامة أو على جانبي الطرق أو حتى الشواطئ العامة ولا نستثني الأماكن السياحية التي لم تترك وشأنها نظيفة بل كست هذه الأماكن .. وغيرها بالمخلفات الورقية والبلاستيك وبقايا الأطعمة ومخلفات الشوي على الرغم من أن هذه الفئة من الزوار ثقال الظل يدركون أن هناك أناسًا غيرهم سيجلسون في أماكنهم وسيقومون بعمل نظافة شاملة للمكان كي يتمكنوا من الجلوس بأريحية قليلاً .. هذه السلوكيات التي نرفضها رفضًا شديدًا ولا تعبر إلا عن الأشخاص الذين يقومون بها بالرغم قيام الموظفين المختصين ببلدية مسقط أو البلديات الاقليمية بدور مميز في المحافظة على النظافة العامة قدر المستطاع فمثل هؤلاء يحتاجون الى موظف نظافة عامة يرافقه أينما جال به المطاف والرغبة في الجلوس فهل يعقل ذلك؟! .. تصرفات بلا شك نرفضها رفضاً تاماً.
كما نشير في هذه العجالة إلى قيام بعض الأشخاص وهم يجلسون جماعات .. جماعات على الشواطئ العامة والتي يؤمها القاصي والداني للترويح عن نفسه وعن أفراد أسرته .. وقد فتحت على مسامعنا أبواق الأغاني والطبول وهبت على الجالسين رياح الطرب الغث من الأغاني التي لا أنا ولا أحد من الحاضرين في تلك اللحظة يفهمها أو يعي كلماتها وكأن ذلك المكان بأسره ملك له وللمجموعة المشتركة معهم في الجلسة الصاخبة والتي يعتبرونها حرية فردية وشخصية ويحق لهم فعل ما يشاءون دون رقيب أو حسيب ولا يدركون أن الحرية الشخصية تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين .. وأن هناك تواجدًا لأناس لا يرغبون في سماعها ويفرض عليهم الأمر فرضاً وكأنني تابع لفريقهم المحتفي وعلى أنغام هابطة ولا تمت للواقع بشئ وليست من ثقافتنا وتراثنا وهي بالطبع تصرفات مرفوضة.
والأمر المحزن كثيرًا أننا وعلى الشاطئ نرى أشخاصًا وقد وصل بهم المطاف بالمسير إلى قرب تقلب الأمواج .. وكأن هذا الجزء من الشاطئ مملوك له أو قطعة من شواطئه الواسعة وهو لا يعرف أن عملية الوقوف بهذا المكان وبهذا الشكل إنما هو مخالفة صريحة للقواعد والآداب العامة والتي تطبقها شرطة عمان السلطانية وتمنع دخول المركبات على الشواطئ ومع ذلك نجد العشرات من المركبات وقد نزلت الى الرمال يطأون بها حوافر مركباتهم على الرغم من وجود أطفال وصغار يلهون ويستمتعون بالرمال الممزوجة بمياه البحر وتدمر المجسمات والهياكل التي شكّلها الأطفال بكل بساطة وكأن الأمر لا يعنيهم إطلاقًا .. تصرفات بالطبع مرفوضة. هذه التصرفات .. وغيرها والسلوكيات غير الحضارية التي لا تسعفنا المساحة لذكرها من شأنها أن تغض الأسر والعائلات عن قضاء أمتع الأوقات خلال الاجازات وتعمل على عرقلة الحركة السياحية الداخلية فقط ويحتاج منا الأمر قليلاً من التعاون واحترام وجود وذوق الآخرين فنكسب الكثير من الاحترام سواء للمكان والذات وشخصية الانسان المتحضر .. فمتى ستختفي مثل هذه التصرفات ..فهل أنتم معي في ذلك؟!.