مصطفى بن أحمد القاسم
بعد أن تفاقمت النتائج وارتفعت مؤشرات بسب الحوادث المرورية في كثير من دول العالم، حيث كانت السلطنة من أولى هذه الدول التي أعلنت عن تصديها لهذه الظاهرة المميتة من خلال التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بسيح المكارم والذي على أثره باشرت شرطة عمان السلطانية باتخاذ الاجراءات الكفيلة للحد من الحوادث المرورية والعمل على تخفيض نسب الوفيات والخسائر مما ترتب على هذه الاجراءات فعلياً صدور العديد من هذه الاجراءات خاصة صدور قانون المرور المعدل والذي بين من خلال مواده مدى صرامة التطبيق وعدم التساهل مع المخالفين لمواد القانون هذا بالإضافة الى تمكين شرطة عمان السلطانية في تسخير كافة الامكانيات المتاحة لديها من أجل الوصول الى النتائج المطلوبة بل والطموحات تتعدى وترتفع يوماً بعد يوم حتى إننا بدأنا نلمس وعلى أرض الواقع هذا الانخفاض الكبير في نسب هذه الحوادث حتى اصبحت السلامة المرورية رؤية وطنية واستراتيجية بتوجيهات من لدن جلالته وغدت كافة محافظات السلطنة حلقات عمل وطنية مجتمعية.
وقد تحقق في هذا المجال الكثير من الإنجازات وبرزت فيه العديد من الجهود والمبادرات الوطنية وترسخت لدى أبناء الوطن القناعات الإيجابية بأهمية السلامة على الطريق وهذا ما ميز المشاركات في مسابقة السلامة المرورية والتي أبرزت مدى الاهتمام الكبير بهذا المنهج العماني الاصيل والأفكار التي عززت فيه النماذج الإيجابية المضيئة والمبادرات التطويرية.
ولذلك فإن ما تحقق في هذا المنهج فيه الكثير من الإنجازات أهمها انخفاض عدد وفيات حوادث المرور بين عامي ٢٠١٢م و٢٠١٧م بنسبة 51% والتي عكست مدى وعي والتزام المجتمع.
ولذلك فإن منهاج السلامة المرورية العمانية بات محط انظار الكثير من دول العالم التي تشهد ازديادا في الحوادث المرورية والتعرف عن قرب لمدى الاجراءات المنهجية التي سلكتها شرطة عمان السلطانية ممثلة بالإدارة العامة للمرور والاستفادة منها قدر المستطاع هذا بالإضافة الى التعرف على محاور وأهداف مسابقة السلامة المرورية في السلطنة والتعرف على ماهية المشاركات والمشاريع النموذجية مرورياً لتصبح هذه المسابقة محط الانظار محلياً ولتتسع دائرة الاهتمامات اقليمياً ودولياً.
إذن نحن نسير على الطريق الصحيح في الجانب المروري ولم يتبقَ سوى بذل المزيد من الجهد العطاء على الطريق انتظاما وسلوكا عملا بمواد القانون والابتعاد عن كل ما من شأنه عرقلة الحركة المرورية على الطريق او استخدام الهاتف النقال أثناء السياقة وعدم الانشغال بمحتويات المركبة والتي من شأنها أن تشكل خطراً على حياته وحياة الآخرين وبالتالي نخسر احدى الطاقات الوطنية المجدة المنتجة والتي اصلا الوطن بأمس الحاجة اليها وليس أن نعمل على هدر هذه الطاقات والارواح سدى على الطرقات .. إذن جميعنا شركاء في حماية أنفسنا والآخرين على الطرقات كي تبقى السلطنة دوما محط الانظار تقدماً ورقياً وازدهاراً، كما خطط لها جلالة السلطان المفدى وحفظ الله الجميع في الحل والترحال.