يحدث رهاب لدى بعض الناس من سياقة المركبات مما يسبب للكثيرين منهم حرجا كبيرا، فكيف يمكن التغلب على هذا الخوف؟
إن القليل من الناس يجرؤ على الحديث عن هذا الرهاب، خصوصا أن القيادة “مهارة طبيعية لا غنى عنها” كما يقول عالم النفس والأستاذ الجامعي الفرنسي آنطوان بليسولو.
تستند فوبيا السياقة أو ما يسمى علميا “آماكسو فوبيا” على مستويين: الخوف من الحوادث والخوف من أن ينتاب الشخص الخوف، مما يؤدي بالتالي إلى تسببه في حادث نتيجة فقدان السيطرة على المركبة.
كسر دوامة التجنب
يعود هذا الخوف لدى العديد ممن عاشوا حادثا مروريا إلى ما يسمى رهاب “ما بعد الصدمة” ولكن بالنسبة لبعض السائقين لا يكون سبب الخوف واضحا، إذ “يمكن أن يتعلق الأمر باضطرابات قلق، ناجمة عن نوبات ذعر أو أفكار مؤرقة، فبعض الناس لديهم خوف غير عقلاني من فقدان الوعي بشكل مفاجئ أو أن يدفعه شيء ما إلى القيام بحركة خطيرة إبان القيادة” على حد تعبير بليسولو.
ويحذر الخبير من أننا “كلما انتابنا الخوف تجنبنا (مصدره) وكلما تجنبنا ذلك زاد خوفنا” ولهذا ينبغي علينا التصدي لهذه المخاوف، وذلك أولا بـ “كسر دوامة التجنب” ويتم ذلك من خلال تحديد الأفكار السوداء التي يمكن أن تكون لدينا، والتصدي لها إذ “إن الأمر يتعلق بوقف التفكير السلبي غير المبرر، وهو أمر ليس بالسهل أبدا ولكنه يجلب الكثير”.
ويوصي بليسولو بأن نعوّد أنفسنا على القيادة بشكل تدريجي، من خلال مساعدة من قريب موثوق به أو عن طريق أخذ بعض دروس القيادة الخاصة.
التعرف على الأعراض الجسدية
إن الأعراض الأكثر شيوعا التي تنتاب السائق عند مسكه المقود هي خفقان وتسارع بالتنفس، وما ينبغي أن نخشاه منها هو تلك التي لها علاقة بالقيادة: الدوخة وارتجاف اليدين وتوتر عضلات الذراعين أو الساقين، و”هذه هي علامات كلاسيكية عن التوتر والخوف” وفق بليسولو.
ولتجنب المفاجأة والذعر، يوصي الطبيب النفسي بدخول السيارة ونحن مقتنعون بالفعل أن علامات القلق سوف تظهر، ثم نقوم بالتنفس ببطء من خلال الأنف والتوقف بعد كل شهيق وكل زفير من خلال البطن بدلا من الصدر، ثم نترك العضلات التي ليست نشطة بشكل دائم تسترخي، مثلا الذراع الأيسر الذي يقوم فقط بمسك المقود.
أما في حالة التوتر الشديد، فإن بليسولو يوصي بالقيام ببعض التمارين كأن “نراوح بين الإمساك بالمقود ومغير السرعة، وإذا استمر القلق ينبغي أن نتوقف في مكان نستطيع فيه القيام بتمارين الاسترخاء، ثم نستأنف القيادة”.
وإذا لم تُجد هذه التمارين، فإن بليسولو يقترح أن يعرض الشخص نفسه على ممارس علاج سلوكي، أو ممارس للعلاج من خلال الواقع الافتراضي.